رفع الإصر عن المرأة في تحديات العصر

لقد ذكر الله سبحانه وتعالى المرأة، والنساء في كتابه العزيز ومدحها، فذكر سورة كاملة سمَّاها سورة النساء، بينما لا توجد سورة واحدة باسم سورة الرجال، ونبينا محمد ﷺ، قال: «إِنَّمَا النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ».

  • التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة - - آفاق الشريعة -

لقد ذكر الله سبحانه وتعالى المرأة، والنساء في كتابه العزيز ومدحها، فذكر سورة كاملة سمَّاها سورة النساء، بينما لا توجد سورة واحدة باسم سورة الرجال، ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إِنَّمَا النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ»؛ (ت) (113)، (د) (236)، (حم) (27118)، انظر الصَّحِيحَة: (2863).

 

ومعلوم أن المرأة ليست كالرجل في كلّ الأمور، فقد قال خالق الأكوان سبحانه: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران: 36].

 

وأمر طبيعيٌّ أن يكون للمرأة مجالٌ في العمل، ولا يخلو هذا المجال من تحدياتٍ يجب على المرأة المؤمنة أن تتلافاها، فقديمًا اشتغلت المرأة بالرعي، ففي قصة موسى عليه السلام مع المرأتين عبر وأحكام، لا نستطيع استيعابها في هذه الخطبة نأخذ بعضا منها؛ قال سبحانه عن موسى عليه السلام: ﴿ { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ}؛ أي: خرج فارًّا هاربًا خائفًا من فرعون وملئه، متوجِّهًا ناحية الشام إلى بلدة يقال لها مدين {قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ * وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ}، [القصص: 22- 23]، والأمَّة تطلق على الجمع الغفير من الناس؛ أي: وجد خلقًا غفيرًا من الناس، رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، ماذا كانوا يفعلون؟ قال: {يَسْقُونَ} من بئر فيها المياه، يَرِدُون بإبلهم ومواشيهم وأغنامهم، فيسقون من هذه البئر، {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ} [القصص: 23]؛ أي: وجد امرأتين متخلفتين متأخرتين عن الناس، تذودان وتمنعان ما معهما من الغنم عن الورود، إذًا عند المرأتين قوَّةٌ على دفع الغنم وإبعادِها عن مكان اختلاط الأغنام؛ حتى لا تضيعَ الأغنام عند اختلاطها بغيرها، وهما لا ترغبان في مزاحمة الرجال حفاظًا على عفتهما وطهارتهما، أو لا تقدران على مزاحمة الناس ومخالطتهم، فلا حظَّ ذلك موسى عليه السلام، واستشعر فيهما الضعف، فسألهما عن حالهما، فقال: {مَا خَطْبُكُمَا}  وما حلَّ بكما؟ وما المصيبة التي أنتما فيها بحيث إنكما لا تقدران على السقي؟

 

{قَالَتَا لا نَسْقِي}؛ يعني هذه عادة، نحن معتادون على هذه العادة لا نسقي {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} [القصص: 23]، هنا أخبرتا موسى عليه الصلاة والسلام، فقالتا: لا نقدر على السقي مع هذا الزحام الشديد، وهذا يدلُّ على حياءِ الفتاتين، وبيَّنتا سببَ خروجهما للرعي فقالتا: {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} [القصص: 23]، ويُفهم من جوابهما، أنهما ليستا متزوجتين، وأنهما ليس لهما إخوة، وأنهما ليس عندهما عبد يرعى عنهما، بل لهما أبٌ ولكنه كان شيخًا كبيرًا طاعنًا في السن، وكذلك كان ضعيفًا لا يقدر على ذلك الرعي، فهو لن يقدر على أن يسقيَ الغنم والإبل وهو على هذه الحالة، ولهذا السبب خرجت الفتاتان وهما في غاية الحياء، لا تقدران على مخالطة الناس ومزاحمتهم، فكان منهما الانتظار حتى ينصرف الناس من هذا المكان، فتردان بما معهما من الأغنام للسقيا.

 

وهنا تدخَّل موسى عليه السلام بقوته وقدرته على المزاحمة؛ قال سبحانه وتعالى: {فَسَقَى لَهُمَا}؛ أي: إن موسى عليه الصلاة والسلام أخذ ما معهما من إبل وغنمٍ، فورد بهما، وزاحم الناس وسقى لهما، فقد حدث من موسى ما يدلُّ على أنه قويٌّ شديدُ القوة؛ حيث إن قوته كانت في أنه قطع أكثر من ألف كيلو متر من مصر إلى الشام، ماشيًا على قدميه، صلوات الله وسلامه عليه، يملأ قلبه الخوف، هاربًا من فرعون ومَلَئِه، لا طعام معه ولا زاد؛ إلاّ ما يجده في طريقه من أوراق الشجر والأعشاب، ونحو ذلك، فهذا كان طعامه، ولذلك لما انتهى من السقي لهاتين الفتاتين دعا ربَّه سبحانه وتعالى أن ينزل عليه من خيره؛ ولـمَّا سقى لهما تولَّى إلى الظِّلِّ، ونستفيد من ذلك أنه لا يمنع ولا يمتنع صاحب المعروف، أو الإنسان المحسن من عمل المعروف حتى ولو كان به شيء من الضرر، فموسى عليه السلام كان مضرورًا من خوفه من فرعون، فقد يكون أحدُ الموجودين هنا عينًا لفرعون! من يدري؟ ومضرورًا من فراره وهربه، ومن مشيه هذه المسافة العظيمة البعيدة، ومن جوعه وعدم وجود ما يأكل، ومع ذلك ظهرت قوته وسقى لهما، وفعل بهما هذا المعروف العظيم الذي يحتاج إلى قوة دون أن يطلب أجرًا، ولا شربة لبن، مع وجود الإبل ووجود الشياه والأغنام.

 

فذهبت الفتاتان إلى حالهما، وموسى تولَّى إلى الظلّ عليه الصلاة والسلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]؛ أي: إني مفتقر إلى خيرك الذي تنزله عليّ، فقد عودتني يا رب على الخير من عندك، وأنا مفتقر خصوصا في هذا الوقت إلى هذا الخير الذي عندك.

 

لم يطلب موسى عليه السلام طعامًا ولا شرابًا ولا مسكنًا ولا زوجة، ولم يخطر بباله، لكن انظر ماذا كان يخبِّئُ له ربُّه سبحانه.

 

وهذا القول من هذا النبي عليه السلام فيه أدبٌ عظيم في الدعاء، وذلك أنه لم يقل: يا رب أنت حرَمتني من الخير، يا رب أنت جعلتني جائعًا وأنت جعلتني عطشان، ولكن قال: أنت يا رب تُنزِّلُ علي الخير دائمًا، وأنا مفتقر إلى هذا الخير الذي تنزله علي.

 

وهنا نتعلَّمُ من أدب الأنبياء عليهم السلام أنهم يَعرِضون ما بهم وما عندهم من مشاكل، أو ما وقعوا فيه من مصائب وحاجات، وما يحتاجونه يعرضونه على الله، ولا يطلبون شيئًا.

 

إذا طلبت قد يأتيك ما طلبت، أمَّا إذا مدحت ولم تطلب فسيأتيك أكثرُ مما طلبت، ماذا نتوقع من موسى لو طلب؟ سيطلب الطعام والشراب فقط، لكن ماذا جاء له وهو لم يسأل، إلا أنه عرض مشكلته على الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

 

فهذا أيوب عليه السلام يقول عند اشتداد مرضه، واستئخار شفائه؛ قال سبحانه عنه: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ}، ما قال يا رب ارفع عني، ولكن قال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}، [ص: 41]، وفي آية أخرى قال: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]، واللهُ يعلم أنه مسَّه الضُّرُّ، ويعلم ما به من ضرٍّ وأذى، لكن يسمع شكوى عبدِه، هل يطلب شيئًا أم يَعرِض ما عنده؛ ليرى الكرم من عند الكريم سبحانه، قال: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}، [الأنبياء: 83، 84].

 

نرجع إلى موسى عليه السلام، وها هو موسى عليه السلام عرض حاجته، وكما قلنا لم يطلب طعاما ولا مسكنا ولا زوجة، فجاءه الفرج:

 

قال تعالى: {فَجَاءَتْهُ} الفاء هنا تفيد الترتيب والتعقيب للمفاجأة، مباشرة بعد أن قال هذه الكلمات واستراح قليلًا في الظل؛ أي: فأجاب الله دعاءه حالًا، وجاءت إحدى الفتاتين {تمشي على استحياء}، فمدحها الله سبحانه وتعالى أنها في غاية الحياء، أي: ليست ماشية في وسط الطريق، ولا هي تقتحم الرجال وتأتي موسى مباشرة، بل تقدمت منه بحياءٍ، تمشي على استحياء، بل إنها حين جاءت إلى موسى أتت إليه وهي في غاية الحياء، مستترة متغطية، وهي تطلب من موسى ما أمرها به أبوها.

 

قال تعالى: {قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ}، ولم تقل: تعال أُريدك في كلمة، بل جاءت إليه وأخبرته أنها ليست هي التي طلبته، وإنما الذي يريده أبوها.

 

{قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} [القصص: 25]، جملة واحدة ما خطبكما؟ لا نسقي حتى يصدر الرعاء جملة وانتهى الأمر، الكلام الكثير بين الرجل والمرأة يجر أشياءَ لا تُحمد عواقبها، وهذا كلام فيه الجد، ولا يعتريه الهزل، وليس فيه ميوعة وليس فيه استطالة واستفاضة، إذًا لا بدَّ للمرأة حين تكلِّمُ الرجلَ أن تتكلم باستحياء، وتتكلَّمَ على قدر ما تريده فقط، ولذلك علم الله عز وجل نساءَ النبي صلى الله عليه وسلم، كيف يتكلمن مع الغرباء، فقال لهن: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}، [الأحزاب: 32].

 

وأما التواضع في النساء، فلا يوجد مانع من التواضع، ولكن إذا كان التواضع يدفع للخنوع واللين في القول؛ بحيث يطمع فيها الذي أمامها، ويظن أنها تريد شيئًا، فيراودها عن نفسها، فهذا لا يجوز.

 

فهذه الفتاة جاءت لموسى عليه الصلاة والسلام وهي: {تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ}، فقد ظهر أدبُها في مشيتها، وقالت له كلامًا فصلًا: {إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ}، لماذا يدعوك؟

 

فلا بدَّ أن توضِّح له لماذا؟ فمن الممكن أن موسى عليه الصلاة والسلام سوف يفكِّر لأي أمر من الأمور يريدني، فهي لا تريد أن يستفسر موسى، أعطته الجواب، ففصلت له هذا الشيء، وأخبرته يدعوك؛ {لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا

 

ويظهر هنا أيضًا أدبُ كليم الله موسى عليه السلام أنه لا كلامَ مع الفتاة؛ لأنَّ الكلام مع الفتاة يفتح موضوعًا كبيرًا قد يؤدي الى الفتنة، فلم يقل: أنا لا آخذ أجرة، أنا عملت معروفًا، ولا آخذ على المعروف شيئًا، فإن موسى إذا فعل ذلك سيفتح مجالًا للكلام، ولذلك لم يتكلَّم معها أكثرَ من أنه انصرف معها، وهي أمامه تدلُّه على الطريق؛ يقول كثير من المفسرين: فلما سارت أمامه هبَّت رياحٌ كشفت عن شيء من قدميها أو ساقيها، فقال لها: تنحَّي، وأمرها أن ترجع إلى الخلف، حتى يمشي هو أمامها، وهي تدلُّه على الطريق يمينًا أو يسارًا، فعرفت أمانته، فجاء موسى عليه الصلاة والسلام إلى والدها صاحب الأغنام، قال سبحانه وتعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ} [القصص: 25]، وفيه دلالة على تبادل الحديث فيما بينهما.

 

{قَالَ} صاحب البيت {لا تَخَفْ}؛ لأن الخوف فيه حتى الآن {نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، فقد كان موسى إلى هذه اللحظة خائفًا من فرعون أن يصل إليه في هذا المكان، فأخبَره الرجل أن فرعون لا سلطان له في هذه البلدة، وبهذا نجوت يا موسى، فقد هربْتَ منه، ونجاك الله عز وجل من هؤلاء القوم الظالمين؛ (مقتبس بصرف من دروس: تفسير الشيخ أحمد حطيبة).

 

في قوله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام والمرأتين: {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ} [القصص: 23]، ما يدل على أن هناك تحديات للمرأة في ذلك العصر، مع ذلك العمل وهو الرعي؛ حيث يجتنَّبن مزاحمة الرعاة من الرجال، في المرعى وعند مورد المياه، {لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} [القصص: 23]، ولا يوجد من يقوم بهذا العمل عنهما، لا زوجٌ ولا أخٌ ولا عبد، فاعتذرنَ {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} [القصص: 23].

 

فخروج المرأة للعمل والحاجة جائز، وقد تضطر إلى ذلك فيكون واجبًا عليها أن تعمل، لكن لا بد أن تتحدى التحديات الموجودة من الخلوة ومن الكلام اللين، أو الانجرار ما يؤدي إلى ما حرم الله، تتأذَّى تتجنَّب ذلك وتتوكل على الله.

 

فالرعي من الأعمال التي يجوزُ للمرأةِ أن تخوضَها من أجل لُقمة العيش، مع المحافظة على أنوثتها وعِفتها ودينها وطُهرها، وكذلك الخياطة والنسيج والغزل؛ كما ذكر الله سبحانه وتعالى الذين يضيعون أعمالهم، فقال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92].

 

وأمرٌ طبيعيٌّ يقرُّه الشرعُ والدينُ أن تمتلك المرأة الأموالَ باسمها هي لها المال، والعقاراتِ التي حصلت لها من مهرها، أو من ميراثها من والديها ومورِّثيها، أو حصلت عليه بجهدها وعملها، فقد كانت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها تملك بساتين من النخيل وغيرها، دل على ذلك قول جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: (طُلِّقَتْ خَالَتِي، فَأَرَادَتْ أَنْ تَجُدَّ نَخْلَهَا)، في العدة، (فَزَجَرَهَا رَجُلٌ أَنْ تَخْرُجَ)، كيف وأنت مطلقة تخرجين؟ (فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالَ: «بَلَى فَجُدِّي نَخْلَكِ، فَإِنَّكِ عَسَى أَنْ تَصَدَّقِي، أَوْ تَفْعَلِي مَعْرُوفًا»؛ (م) 55- (1483).

 

فالمرأة تملك مهرَها وراتبَها، وما اكتسبته من عملها، ليس لوالدها ولا لزوجها ولا لأولادها أيُّ حقٍّ فيه هذا في حياتها إلا بإذنها؛ قال سبحانه: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا}، [النساء: 4]، والنفقة مع وجود أموالها؛ واجبةُ على هؤلاء على زوجها إن كان موجودًا أو على والدها أو على أولادها ما داموا أحياءً.

 

ومن الأعمال الخاصة بالمرأة وهي في قدرتها وطاقتها ولا يطيقها الرجل: حضانة الأطفال، وتربيتهم، والقيام بشؤونهم، ويجوز لها العمل مع الضوابط الشرعية في مجالات التجارة والصناعة، والتعليم والصحة، ونحوها مما هو في قدرتها وطاقتها، مع التزامها بدينها، ومحافظتها على عِفتها وطهارتها، وعدم مخالفتها التقاليد والأعراف السائدة التي لا تضادَّ الشريعةُ والدين، والنساء أكثر من الرجال في الدنيا وفي الآخرة، فأكثرُ أهل الجنة النساء، وكذلك أكثر أهل النار النساء، «ومر بعض الشعراء بنسوة فأعجبه شأنهنَّ فأنشأ يقول:

إن ‌النِّساء شياطين خُلِقْنَ لنا  **  أعوذ بالله من شرِّ الشياطين 

 

فأجابته واحدة منهنَّ:

إن ‌النِّساء ‌رياحينُ خُلِقْنَ لكم  **  وكلُّكم يشتهي شمَّ ‌الرياحين» 

«البلدان لابن الفقيه» (ص101).

 

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].

______________________________________________________
الكاتب: الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد