وَادَّ اثْنانِ فيمزقُ بينَهُما إلَّا بذنبٍ

منذ 2023-08-06

والذي نَفسي بيدِهِ ما تَوَادَّ اثْنانِ فيمزقُ بينَهُما إلَّا بذنبٍ يُحْدِثُهُ أحدُهُما

الحديث:

«المسلمُ أَخُو المسلمِ لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ ، ويقولُ : والذي نَفسي بيدِهِ ما تَوَادَّ اثْنانِ فيمزقُ بينَهُما إلَّا بذنبٍ يُحْدِثُهُ أحدُهُما » [الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الشوكاني | المصدر : الفتح الرباني الصفحة أو الرقم: 11/5415 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن التخريج : أخرجه أحمد (5357)، وأبو الشيخ في ((التوبيخ والتنبيه)) (32) مطولاً، والخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (759) مختصراً.]

الشرح:

في هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "المُسلِمُ أخُو المُسلمِ"، أي: أخوهُ في الدِّينِ، والأُخوَّةُ الدِّينيَّةُ هي أعظمُ مِنَ الأُخوَّةِ الحقيقيَّةِ؛ لأنَّ ثمَرةَ هذه دُنيويةٌ وثمَرةَ تلك أُخرويَّةٌ، "لا يَظلِمُه ولا يَخذُلُه"، أي: ولا يَترُكُ إِعانتَه ونَصْرَه، "ويقولُ"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "والَّذي نَفْسي بيَدِه"، أي: يُقسِمُ باللهِ عَزَّ وجَلَّ الَّذي خلَقَ الأنفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك القسَمِ، "ما توادَّ اثنانِ"، أي: تحابَّا في اللهِ، "فيُمزَّقُ بيْنهما"، وفي نُسخةٍ: "ففُرِّقَ بيْنهما"، "إلَّا بذَنْبِ يُحدِثُه أحدُهما"، أي: إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لم يُفرِّقْ بيْنهما ما داما على طاعةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، فإذا أحدَثَ أحدُهما ذنْبًا فرَّقَ اللهُ بيْنهما؛ فعُوقِبَ مِن اللهِ تعالى بسلْبِ الأُخوَّةِ منه الَّتي أجْرُها عظيمٌ عندَ اللهِ؛ فإنَّ المعاصيَ تَسلُبُ بَركاتِ الطَّاعاتِ.

الدرر السنية

  • 0
  • 0
  • 374

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً