احتفال المسلمين بالكريسماس تأييد للعقائد المنحرفة

شاركة المسلمين في الأعياد والمناسبات المسيحية من مظاهر الضعف والهوان التي أصابت المسلمين في عصرنا الحالي، فقد جاء الإسلام لتتبعه الملل والديانات الأخرى لا أن يكون أهله تابعين لهم...

  • التصنيفات: الشرك وأنواعه - النهي عن البدع والمنكرات -

احتفل الإنسان بالأعياد منذ قديم العصور، ويتم الاحتفال بالأعياد في مختلف المناسبات الدينية والأحداث الهامة والذكريات السعيدة، ولكل أمة أعيادها الخاصة التي تعبر عن الأحداث المميزة في تاريخها ومناسباتها القومية والدينية، حيث تعتبر الأعياد أحد مظاهر ثقافة الأمة وهويتها التي تتميز بها عن غيرها من الأمم.

ومع اقتراب إنتهاء السنة الميلادية تبدأ مظاهر الاحتفال تعم معظم الدول حول العالم، احتفالًا بعيد الميلاد أو الكريسماس، وتبدأ مظاهر الاحتفال بهذا العيد من يوم الخامس والعشرين من ديسمبر وحتى السادس من يناير في كل عام، ويعتبر الكريسماس أحد مظاهر الإنحراف في العقيدة النصرانية، حيث تعتبر طائفة من النصارى الكريسماس "عيد ميلاد الرب" بينما تعتبره الطائفة الأخرى "عيد ميلاد ابن الرب"، والاحتفال بالكريسماس ليس له أصلٌ في أي من الديانات السماوية سواء الإسلامية أو النصرانية أو اليهودية، وإنما هو احتفالٌ أدخله الرومان الوثنيون عندما تنصروا في القرن الرابع الميلادي، وقد كان الرومان يحتفلون في الخامس والعشرين من ديسمبر بإله الشمس، كما احتفلت الكثير من الديانات الوثنية من بينها الصينية والفارسية والهندية بأعيادهم الدينية في هذا التاريخ.

ويشارك بعض المسلمين في مختلف أنحاء العالم في الاحتفالات التي تقام بمناسبة الكريسماس، حيث يشاركون في مختلف مظاهر الاحتفال الخاصة بهذا اليوم من تبادل للهدايا والتهنئة مع غير المسلمين، غير مدركين لحرمة المشاركة في الاحتفالات الخاصة بهذه المناسبات، فالمشاركة في هذه المناسبات تعتبر إقامة للشعائر النصرانية، وإشاعة مظاهر الفرح في الكريسماس ما هي إلى فرح بشعيرةٍ من شعائر الكفر وظهوره وعلوه، والمسلم الحق يبتعد عن المشاركة في مثل هذه المناسبات لما لها من خطر على العقيدة الصحيحة للمجتمع المسلم، وقد نهانا الله عز وجل عن مشاركة غير المسلمين في معتقداتهم فقد قال تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مّنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم}، كما نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالنصارى واليهود حيث قال: «مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ, فَهُوَ مِنهُم».

وقد جاءت الشريعة الإسلامية لتمييز المسلمين عن غيرهم من الأمم، فقد شرع الله لنا في الإسلام عيدين وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ المَدِينَةَ وَلَهُم يَومَانِ يَلعَبُونَ فِيهِمَا. فَقَالَ: «مَا هَذَانِ اليَومَانِ» ؟ قَالُوا: كُنَّـا نَلعَبُ فِيهِمَا فِي الجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُـولُ اللَّهِ: «إِنَّ اللَّهَ قَد أَبدَلَكُم بِهِمَا خَيرًا مِنهُمَا: يَومَ الأَضحَى وَيَومَ الفِطرِ».

وتعد مشاركة المسلمين في الأعياد والمناسبات المسيحية من مظاهر الضعف والهوان التي أصابت المسلمين في عصرنا الحالي، فقد جاء الإسلام لتتبعه الملل والديانات الأخرى لا أن يكون أهله تابعين لهم، فمظاهر تشبه بعض المسلمين بالنصارى في احتفالات الكريسماس ما هي إلا علامة على هبوطهم الفكري وتدني مستوى العقيدة والإيمان في نفوسهم.

وقد أجمع علماء الأمة في مختلف العصور على حرمة مشاركة غير المسلمين في عاداتهم الاجتماعية وأعيادهم ومناسباتهم.

ولا تتنافى حرمة الاحتفال بعيد الكريسماس مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية من الأمر بالإحسان إلى غير المسلمين، فالإحسان إليهم إنما يكون بالتعايش معهم في أمنٍ وسلام وعدم التعرض لهم بالأذى، وليس المشاركة في مناسباتهم ومعتقداتهم الدينية، وقد كان سبب تحريم مشاركة المسلمين في الاحتفال بأعياد غيرهم لأنها يعتبر بمثابة إقرار بصحة العقيدة الضالة التي أقرت هذه الأعياد واحتفلت بها، كما يعتبر من المشاركة في الإثم والإعانة على الجهر بالكفر.

___________________________________________________
الكاتب: د.عبدالله بن معيوف الجعيد