كفى بجهنم سعيرا
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} [النساء: 55].
تأمل قول الله تعالى عما آتى اللهُ تَعَالَى آلَ إِبْرَاهِيمَ من الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ والْمُلْكَ العَظِيم: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ}، صَدَّوا عنه، وأَعْرَضُوا عَنِ التَّصْدِيقِ بِهِ وهم يَزعُمُون أنَّهم مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
جحدوا فضل الله عليهم، وكفروا بدينه، وصدوا الناس عن دعوة رسله وهم من جنسهم من بني إسرائيل، فكيف بمن كان بعيدًا عنهم؟
وإنما أخَّر عنهم العذاب الذي توعدهم الله تعالى به في الدنيا كرامة لرسولِهِ محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 34]، ولِمَا ينتظرهم من العذابِ المقيمِ يومَ القيامةِ، {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا}.
فمن أراد ناصرًا ومعينًا فالله يكفيه، ومن أراد حجةً وبرهانًا فالقرآن يكفيه، ومن أراد مرشدًا ودليلًا فالرسول يكفيه، ومن لا يكفيه ذلك فالنار تكفيه؛ {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا}.
___________________________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب
- التصنيف: