المرأة والمحرم في السفر

إنّ السفر له ارتباط وثيق بحياة المسلم، كما أنه تنطبق عليه الأحكام الخمسة فقد يكون واجب أو مستحب أو مكروه او محرم وهو رحلةٌ تنطوي على تجارب ومغامرات، وتفتح أمام الإنسان آفاقاً جديدة، لكنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر وتحديات، خاصةً بالنسبة للمرأة. ومن هنا تبرز أهمية وجود المحرم للمرأة أثناء السفر خصوصًا والرفقة عمومًا، وذلك باعتبار المحرم سنداً وحمايةً، وهو مفهومٌ متأصل في الشريعة الإسلامية (وقد حكي الإجماع على تحريم سفر المرأة بلا محرم، إلا السفر للحج والعمرة ، والخروج من دار الشرك، أو الفرار من الأسر)

وكما أن المحرم للمرأة واجب أثناء السفر كما تقدم فإن هناك فوائد عديدة تجنيها المرأة المسافرة مع ذي محرم ومنها:

• امتثال أمر الله سبحانه وتعالى العزيز الحكيم: الذي أنزل لنا شرع كل ما فيه لمصلحة العباد في الدنيا والآخرة { (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُم بُرْهَٰنٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا)} .
• الأمان والاطمئنان: حينما تسافر المرأة برفقة محرم، تشعر براحة وطمأنينة نفسية، إذ يُعتبر المحرم –بعد الله- حصناً يحميها من أي مخاطر قد تواجهها. في عالم يزداد تعقيداً وغموضاً، توفر رفقة المحرم للمرأة حمايةً مادية ومعنوية، تجنبها الوقوع في مواقف قد تكون محرجة أو خطيرة كالتعرض للتحرش أو حتى الاغتصاب. فهو السند الذي تعتمد عليه بعد الله، والمرافق الذي يشاركها أعباء السفر، والمتحرش غالبا يخاف من التعرض للمرأة بوجود زوجها أو أحد محارمها.
• الدعم النفسي والعاطفي: يتجاوز دور المحرم الحماية المادية إلى الدعم النفسي والعاطفي. في لحظات التعب أو القلق، يكون وجود المحرم مصدر قوة للمرأة، يعينها ويشجعها على المضي قدماً. فالسفر ليس مجرد تنقل جسدي، بل هو رحلة نفسية وعاطفية، يكون فيها الدعم العاطفي أساسياً لتحقيق تجربة ممتعة ومثمرة.
• تعزيز العلاقات الأسرية: عندما يسافر المحرم مع المرأة، تتعزز الروابط الأسرية من خلال قضاء وقتٍ مشترك واكتساب ذكريات لا تُنسى. السفر تجربة تكشف عن جوانب جديدة في الشخصية، وتمنح الفرصة لبناء علاقات أكثر قوة وتماسكاً بين أفراد الأسرة. فالمحرم ليس مجرد مرافق، بل هو شريك في اكتشاف العالم وبناء ذكريات عائلية ثمينة.

في الختام، يمكن القول إن أهمية المحرم للمرأة أثناء السفر تتجلى في طاعة ربها جل وعلا بالإضافة إلى توفير الأمان والدعم النفسي والعاطفي، والإرشاد والتوجيه، وتعزيز العلاقات الأسرية، وتحقيق استقلالية آمنة. هو ليس مجرد رفيق طريق، بل هو رمز للعبودية للخالق سبحانه كما أنه سبب للطمأنينة والحماية، ويعزز تجربة السفر بروحٍ من الأمان والطمأنينة، وبذلك نعلم أن من يهاجمون مسألة المحرم في السفر إنما هم أعداء للإسلام عمومًا وللمرأة خصوصًا.