ما كانَ خلقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذبِ
«ما كانَ خلقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذبِ ولقد كانَ الرَّجلُ يحدِّثُ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بالكذبةِ ...
- التصنيفات: الحديث وعلومه -
الحديث:
«ما كانَ خلقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذبِ ولقد كانَ الرَّجلُ يحدِّثُ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بالكذبةِ فما يزالُ في نفسِه حتَّى يعلمَ أنَّهُ قد أحدثَ منها توبةً »
[الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 1973 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح التخريج : أخرجه الترمذي (1973) واللفظ له، وأحمد (25183) باختلاف يسير]
الشرح:
الكذِبُ مِن الأخلاقِ المذمومَةِ، وهو مِن صِفاتِ المنافقين؛ ولذلك حذَّر منه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم تحذيرًا شديدًا وكان يُبغِضُه بغضًا شديدًا أيضًا، كما تقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها في هذا الحديثِ: "ما كان خُلُقٌ أبغَضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: لا يُوجَدُ خلُقٌ ذَميمٌ كان يكرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنْ يكونَ في الإنسانِ ويتخلَّقَ به أكْثرَ "مِن الكَذِبِ"، أي: كان الكذِبُ مِن أكثَرِ ما يَكرَهُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الإنسانِ، والكذِبُ هو قَلبُ الحَقائقِ والإخبارُ عنها بخِلافِ الواقِعِ.
قالتْ رضِيَ اللهُ عنها: "ولقد كان الرَّجلُ يُحدِّثُ"، أي: يتَكلَّمُ، "عند النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالكَذْبَةِ"، أي: بكلامٍ فيه كذِبٌ، "فما يَزالُ في نَفسِه"، أي: يكونُ في قلبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ونفسِه مِن هذا الرَّجلِ شيءٌ، "حتَّى يعلَمَ"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "أنَّه"، أي: الرَّجلَ، "قد أحدَث منها تَوبَةً"، أي: تاب مِن كذِبِه هذا، ولن يعودَ إليه مرَّةً أخرى، وفي الصَّحيحينِ عن النبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه جعَل الكذِبَ مِن صِفاتِ المنافِقين فقال: "آيةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخلفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ"؛ فيَنبغي أنْ يبتعِدَ عنه المسلِمُ الحقُّ.
وفي الحديثِ: بيانُ قُبحِ الكذِبِ.
الدرر السنية