تحدي الأنانية الإدارية: عقبة في سبيل تطوير التعليم
محمد سلامة الغنيمي
تُعتبر الأنانية الإدارية أحد التحديات الجوهرية التي تواجه المؤسسات التعليمية، حيث تؤدي إلى عرقلة التطوير وتقويض روح الابتكار.
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -
تُعتبر الأنانية الإدارية أحد التحديات الجوهرية التي تواجه المؤسسات التعليمية، حيث تؤدي إلى عرقلة التطوير وتقويض روح الابتكار. يتمثل هذا التحدي في تفضيل بعض المسؤولين لمصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، مما يؤدي إلى تهميش الكفاءات والقدرات، وتقويض بيئة العمل الإيجابية
يعد ذلك من أخطر الأسباب التي تؤدي إلى تدني أداء المؤسسات التعليمية، ويكون ذلك بدافع الأثرة من بعض صغار المسئولين من بأيديهم القرار في المدارس، يدفعهم خشية ظهور الموهوبين عليهم، حيث يعتقدون أنه بظهورهم القيادي سيشكلون تهديدًا عليهم ربما يفقدون به مناصبهم الإدارية، لذلك يلجئون عامدين إلى أهل ثقتهم وتابعيهم لتسيير الأعمال.
وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك السلوك الأناني من علامات القيامة الصغرى إذا شاع وعم في المجتمع؛ نظرا لما يترتب عليه من الخراب والفساد: ««إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»» (رواه البخاري [59]).
وتبدو خطورة هذا السلوك الأناني إذا صار ظاهرة تئن منها المدارس، لذلك لابد من وضع استراتيجية لتحفيز النشاط القيادي واكتشاف الموهوبين قيادياً داخل المدارس، ولو أخذ بتجربة سنغافورة في هذا الشأن لحدثت طفرة هائلة في نظامنا التعليمي، والتي تقتضي إنشاء نظام يتتبع جميع العاملين في النظام التعليمي من بداية تعيينهم لاكتشاف من لديهم مهارات وقدرات قيادية ودعمهم وتحفيز هم، ومن ثم وضعهم في الأماكن التي تناسبهم.
والقيادة السياسية تدعم ذلك، حيث وجهت بصياغة مشروع قومى لاكتشاف ورعاية الموهوبين فى المجتمع، كما أن رئاسة مجلس الوزراء رصدت جوائز للتميز الحكومي على مستوى الأفراد والمؤسسات للتشجيع على اكتشاف الموهوبين قيادياً وتحفيز المبدعين إداريا.
والجهاز الإداري لا يسمح بإسناد المناصب القيادية إلا بعد إعلان ومسابقة قائمة على اختيار أهل الخبرة ومن يمتلكون روؤي ومقترحات إدارية تستهدف التطوير وتقوم على الإبداع؛ بيد أن هذا يتم بالفعل فيما يخص المناصب الإشرافية الكبرى، رغم ما قد ينتابه من محسوبية، أما داخل المدارس والمناصب الإدارية الأقل فلا يتم فيها ذلك.
تظهر الدراسات أن الأنانية الإدارية تؤثر سلبًا على أداء المؤسسات التعليمية من خلال عدة طرق، منها:
تراجع الحوافز: يؤدي تهميش الموهوبين إلى تراجع الحوافز لدى المعلمين والطلاب، مما يؤثر سلبًا على مستوى التحصيل العلمي.
ضعف الابتكار: تخلق الأنانية الإدارية بيئة عمل خالية من المخاطرة، مما يثبط الابتكار والإبداع.