قد يوحش اللفظ وكله ود
قد يوحش اللفظ وكله ود ، ويكره الشيء وليس منه بد، هذه العرب تقول: "لا أبا لك" ولا يقصدون الذم
قال بديع الزمان الهمذاني :
قد يوحش اللفظ وكله ود ، ويكره الشيء وليس منه بد، هذه العرب تقول: "لا أبا لك" ولا يقصدون الذم، و "ويل أمه" لأمر إذا هم، وسبيل ذوي الألباب في الدخول من هذا الباب: أن ينظروا في القول إلى قائله، فإن كان وليا فهو للولاء وإن خشن، وإن كان عدواً فهو للبلاء وإن حسن.
قال الربيع دخلت على الشافعى وهو مريض فقلت قوى الله ضعفك فقال لو قوى ضعفى قتلنى قلت والله ما أردت إلا الخير قال أعلم أنك لو شتمتنى لم ترد إلا الخير.
وفي رواية: فقال لي: يا ربيع، أجاب الله قلبَك ولا أجاب لفظك؛ إنْ قوّى ضَعْفِي علَيَّ قتلني، ولكن قل: قَوَّاكَ اللهُ على ضَعْفِك [وفي رواية في: قال الربيع: والله ما أردت إلا خيراً فقال الشافعي: أجل، والله يا بني لو تشتمني صراحاً لعلمت أنك لم تُرِد إلا الخير.
قرأت في كتاب العاصمي: سمعت دعلج بن أحمد، بالعراق، يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة يقول:
سمعت الربيع يحكي عن الشافعي: أنه كان يكره أن يقول: أعظم الله أجرك - يعني في المصائب - ويقول: إذا قال: أعظم الله أجرك معناه: أكثر الله مصائبك ليعظم أجرك.
من كتاب مناقب الشافعي للبيهقي
- التصنيف:
عنان عوني العنزي
منذ