منزلة الجهاد باللسان والحجة والبيان في دين الإسلام

منذ 2024-10-22

قال جل جلاله: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}، تبين هذه الآية المكية منزلة محاربة المنافقين والعلمانيين وأصحاب الشُّبُهات في الوقت المعاصر ببيان الحق ودحض الباطل.

قال جل جلاله: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52]؛ أي: جاهدهم بالقرآن، وهذا جهاد العلماء.

 

تبين هذه الآية المكية منزلة محاربة المنافقين والعلمانيين وأصحاب الشُّبُهات في الوقت المعاصر ببيان الحق ودحض الباطل.

 

قال ابن القيم في «جلاء الأفهام» ت الأرنؤوط (ص415): "فالدعوة إِلَى الله تَعَالَى هِيَ وَظِيفَةُ الْمُرْسلين وأتباعهم وهم خلفاء الرُّسُل فِي أممهم، وَالنَّاس تَبَعٌ لَهُم، وَالله سُبْحَانَهُ قد أَمر رَسُوله أَن يبلغ مَا أنزل إِلَيْهِ وَضمن لَهُ حفظه وعصمته من النَّاس، وَهَكَذَا المبلغون عَنهُ من أمته لَهُم من حفظ الله وعصمته إيَّاهُم بِحَسب قيامهم بِدِينِهِ وتبليغهم لَهُم.

وَقد أَمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عَنهُ وَلَو آيَة، ودعا لمن بلغ عَنهُ وَلَو حَدِيثًا، وتبليغ سنته إِلَى الْأمة أفضل من تَبْلِيغ السِّهَام إِلَى نحور الْعَدو؛ لِأَن ذَلِك التَّبْلِيغ يَفْعَله كثير من النَّاس، وَأما تَبْلِيغ السُّنَن فَلَا تقوم بِهِ إِلَّا وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وخلفاؤهم فِي أممهم جعلنَا الله تَعَالَى مِنْهُم بمَنِّه وَكَرَمه".

 

ولهذا سمي جهاد المنافقين باللسان والبيان والحجة، بجهاد الخاصة الذين هم ورثة الرسل، وهو جهاد الأئمة، وهو أفضل الجهادين، من هذا الجانب، لعظم منفعته وعسر مؤنته، وتخَلُّف غنيمته، وكثرة أعدائه.

 

ينظر للاستزادة: وسائل الثبات في زمن المتغيرات للدميجي.

عبد الله يوسف الأحمد

إمام جامع البواردي بالرياض

  • 2
  • 1
  • 223
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    حيدرة الأحواز أبو عزام تاب من الرفض ولبى داعي الجهاد، فقتل على ثرى دولة الإسلام! وبعدما يقرب من عشرين ساعة، قضياها بشكل متواصل وبطيء، بسبب تعرجات وتموجات الطريق، وصلا أخيرا إلى نقطة يتوجّب فيها الترجّل وإكمال الرحلة مشيا، فقَطْع الحدود لا بد أن يكون سيرا على الأقدام، وهو ما كان، حيث استمر أبو عزام وصاحبه وبقية المتسللين في السير لما يقرب من تسع ساعات، حتى وجد الجميع أنفسهم محاطين بجمع غفير من حراس الحدود من مرتدي الأتراك بعد خروجهم من الأراضي الإيرانية، فوضعت القيود في معاصمهم، ولتبدأ مع أبي عزام رحلة في السجون استمرت لأشهر وأسابيع كانت كفيلة لتجعل "الأحوازي" يراجع حساباته، ويعود أدراجه من حيث أتى، لكن أشهُر السجن ما زادته إلا صلابة وإصرارا على مواصلة المشوار نحو أرض الخلافة.   خرج الرفيقان من السجن، بعد أن أمضيا شهورا طويلة فيها، حيث أخبرا المحققين في سجنهما أنّ وجهتهما كانت أوروبا، وتحديدا الدانيمارك، ولكن الدنيا التي فتحت ذراعيها لأبي عزام وصاحبه -بعد أنْ ظن مرتدو الأتراك أنهما لاجئان- كانت لا تساوي عندهما يوما واحدا يقضيانه في ربوع دولة الإسلام.   فما أن خرجا من السجن، حتى استقلا حافلة متوكلين على الله ليتجها صوب دولة الخلافة، ولم يكونا يمتلكان حتى قيمة أجرتها كاملة، فأرسل الله لهما شخصا لا يعرفانه ولا يعرفهما، فقام من فوره ودفع عنهما أجرة الحافلة، بعد أن رأى حيرة أبي عزام وصاحبه أثناء عملية دفع الأجرة، فعرفوا أن الله - سبحانه وتعالى - أرسله إليهم كمنحة ليخرجهم من تلك المحنة التي وقعا فيها.   ما أن وطئت قدمه أرض الدولة الإسلامية، بعد شهور مضنية متعبة عسيرة، عاش فيها الموت مرات ومرات، نزل أبو عزام إلى الأرض وبكى بكاء حارا، من شدة فرحه وسعادته.   كان أبو عزام يتشوق لإنهاء التدريب للثأر من الرافضة، الذين باتوا في قاموس أبي عزام ألدّ الأعداء، بعدما كان منهم يوما، قبل أن يكرمه الله بالتوحيد، بل كان يكنّي نفسه بـ (ذبّاح الروافض)، فلطالما تمنى لو أنه يشرب من دمائهم حتى يشبع، ولن يشبع كما يقول!   كانت مجالسة أبي عزام الأحوازي لا تمُل، وأحاديثه عن الأيام الخوالي لا تنقطع، رجل لا يعرف سوى الابتسام في وجه إخوانه، وكان كثيرا ما يقوم بتقبيل رؤوس المجاهدين واحدا واحدا، بسيطاً طيباً هيّناً ليّناً، وكان يكثر من القول لأصحابه بأنه يحبهم في الله، وكلما رأى فعلا طيبا من أخ، مع أي مجاهد آخر، سارع إليه وقال له: أخي إني أحبك في الله.   أبو عزام، حيدرة الأحواز، الذي نفر إلى الجهاد، ولم يرض بالهوان، فلبّى النداء يوم أن دعاه الإله، ليذود عن حمى التوحيد، الذي كتب على غلاف دفتره الخاص بالمعسكرات دعاءه الذي لطالما كان يكرره "اللهم ارزقني الشهادة"، استجاب الله لدعائه حينما كان يقاتل على ثرى الشام في دولة الإسلام، فسقط الليث شهيدا، مضرّجا بالدماء، بل ولم يجد رفاقه من جسده شيئا، فقد تناثر أشلاء وأشلاء، بعد أن صال في آخر معاركه وجال...   مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12 السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ قصة شهيد: حيدرة الأحواز أبو عزام تاب من الرفض ولبى داعي الجهاد، فقتل على ثرى دولة الإسلام!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً