شرح دعاء الكرب

منذ 2024-11-23

لَا إلَهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمُ، لَا إلَهَ إلا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَريْمِ

 

دُعَاءُ الكَرْبِ

«(لَا إلَهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمُ، لَا إلَهَ إلا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَريْمِ) »

صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضى الله عنهما وفي رواية لمسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر؛ أي: نزل به أمر مهم، أو أصابه غم.

قوله: (العظيم) صفة الرب سبحانه، ومعناه: الذي جل عن حدود العقول، حتى لا تتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته.

قوله: (الحليم) هو الذي لا يستخفّه شيء من عصيان العباد، ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شيء مقداراً، فهو منته إليه.

قوله: (رب العرش الكريم) الكريم صفة للرب سبحانه وتعالى؛ ومعناه: الجواد المعطي، الذي لا ينفذ عطاؤه، وهو الكريم المطلق؛ والكريم: الجامع أنواع الخير والشرف والفضائل.

(2) « (اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أرْجُو، فَلا تَكِلني إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إلاَّ أنْتَ)»

- صحابي الحديث هو أبو بكرة، نفيع بن الحارث الثقفي رضى الله عنه قوله: (رحمتك أرجو) تأخير الفعل للاختصاص؛ أي: نخصك برجاء الرحمة، فغيرك لا يرحم.

قوله: (فلا تكلني إلى نفسي) أي: لا تسلمني ولا تتركني إلى نفسي، فأنصرف عن طاعتك باتباعها.

قوله: (طرفة عين) خارج مخرج المبالغة؛ يعني: لا تكلني إلى نفسي أصلاً في أي حالة من الأحوال.

قوله: (شأني) أي: أمري وحالي.

(لَا إِلَه إِلاَّ أنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ)

صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه.

والحديث بتمامه، هو قوله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا بها، وهو في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط؛ إلا استُجيب له).

قوله: (دعوة ذي النون) أي: دعاؤه، وذو النون اسم النبي يونس عليه السلام، ومن الأنبياء جماعة لهم اسمان، مثل عيسى والمسيح، وذي الكفل واليسع، وإبراهيم والخليل، ومحمد وأحمد..، والنون اسم الحوت، ومعنى ذي النون: صاحب النون.

قوله: (إذ دعا بها) أي: حين دعا بها ربه، (وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) بمعنى: سبحانك إني تبت إليك، إني كنت من الظالمين لنفسي.

قوله: (في شيء قط) أي: في شيء من الأشياء، وكلمة (قط) للماضي المنفي، ويجوز فيه تسكين الطاء بالتشديد، والتخفيف، وضمها بهما.

«(اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بهِ شَيْئاً)»

صحابية الحديث هي أسماء بنت عميس رضى الله عنها وجاء في بداية الحديث؛ قوله صلى الله عليه وسلم (ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب..)

قوله: (الله الله) تأكيد لفظي؛ وهو مناداة حذف منه حرف النداء (يا) في اللفظين، وتقدير الكلام: يا الله، يا الله.

ولا دليل في هذا الحديث على جواز إفراد اسم الله تعالى في الذكر؛ كقولهم: الله الله الله الله.. وهكذا، بدون طلب من المنادى.

وأما الحديث فإن سياقه يدلُّ على أنَّ الذي يدعو مصاب بكرب؛ فيكون تقديره: يا الله يا الله فرج عني ما بي من الكرب، فأنت ربي ولا أشرك بك شيئاً

  • 4
  • 0
  • 167
  • عبد الرحمن محمد

      منذ
    فلسطين فضحتهم قبل الشام • بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ مر ما يزيد عن سبعة عقود على الحكم اليهودي لقبلة المسلمين الأولى وما يعرف بحرب "النكبة" التي مُنيت فيها الجيوش العربية الطاغوتية بهزيمة نكراء على يد اليهود رغم تفوقها العددي والاستراتيجي، وأوضحت تلك الحرب للعاقلين أن مفهوم "الاتحاد العربي" تحت مظلة القومية العربية هو السبيل لتحقيق كيان مطلق ذي وزن عالمي قادر على حفظ الأعراض والمقدرات وتحرير المغتصبات ليس سوى مفهوم كاذب غير منطقي ومستحيل التحقق واقعيا بعد السيطرة اليهودية على أرض الإسراء كشر أتباع التلمودية (اليهود الذين نعرفهم اليوم المنسلخين عن الإسلام الذي جاء به سيدنا موسى عليه السلام) عن أنيابهم وبدأو باستعباد الفلسطينيين وتقتيلهم رغم حسن الجوار الذي ضمنه لهم هؤلاء إبان القرن الماضي عندما كانت لهم القدرة عليهم، ولا عجب فإن اليهود يسمون باقي الشعوب بـ "الغويم" أي الحيوانات التي يجب قتلها وتسييرها فقط لتحقيق أهداف "شعب الله المختار" كما يسمون أنفسهم زورا وبهتانا. وقد باشر اليهود تنفيذ بروتوكولاتهم الصهيونية بعد التمكين، حيث إن أشد ما يخشونه على ملكهم هو اتقاد جذوة الجهاد الحقيقي تحت راية تحكيم الشريعة، فراقبوا بتروِ نشأة الحركات الفلسطينية المرتدة، ونجحوا بتدجينها باستئصال مفاهيم تحكيم الشريعة والجهاد من عقائدها واستبدالها بفقاعات الثورة والمقاومة وتعزيز الفكر القومي والوطني فيها فما كان لهذه الفصائل المرتدة باع في الحرب على اليهود منذ نشأتها إلا عمليات لم تتقدم بل أخرت، وحرقت الشباب المتحمس الطائش وأرسلته إلى حتفه ليلاقي ربه "شهيداً للتراب فلسطين" لا شهيداً للإسلام والرحمن - ولا حول ولا قوة إلا بالله - بل إن بعض هذه العمليات شارك بها صليبيون وملحدون! فليقارئ أن يتصور مدى اعوجاج منهج هذه الفصائل. وما لبثت هذه الفرق المرتدة دهراً إلا وخارت وفشلت وبدأت بالتسليم والاستسلام مقابل مقاعد سياسية لها ومكاسب مادية، فخذلت العوام الذين سحروا بوهمها، وضاعت دماء كل من قاتل لأجلها. واليوم نرى هذه الفصائل (فتح الديمقراطية الثورية والجبهة الشعبية الشيوعية الملحدة، وأخريات) تحت مسمى السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الطاغوت المرتد عباس أقصى ما تنادي به في الفنادق والمحاضر الدولية هو دولة فلسطينية على حدود الـ٦٧ (أي الضفة الغربية وغزة فقط) وعاصمتها القدس الشرقية فقط، وهذه هي الجعجعة الوطنية التي يصدعون بها الرؤوس في كل محفل لأتباعهم السكارى المنتفعين حتى لا تحرق أوراقهم، وفي غزة لا يختلف حال حكومة حماس المرتدة عنهم بشيء إلا مدى خبثهم بجعل الدين لهم غطاء واصطناع معارك خاسرة كل فترة مع اليهود بصبغة "جهادية"، وواقع الأمر أن كل هذه الأحزاب الفلسطينية المرتدة لم يعد لوجودها إلا هدف واحد، ألا وهو أن تكون درعًا داخليا لليهود إذا ما كُسرت الدروع الخارجية من الأردن ومصر وسوريا على يد قوة إسلامية صاعدة، وقد انتشرت في فترة تمكين الخلافة وسيطرتها على مناطق شاسعة بجوار دويلة يهود عبارة "إذا جاءت الدولة الاسلامية والله لنقاتلنهم صفا واحدا مع اليهود". إن المتتبع لأحداث الشام لن يجد أي اختلاف بينها وبين أحداث فلسطين فهي نموذج فلسطيني مسرع حيث نجد النصيرية القوة المستبدة والصحوات التي دُجنت صليبيا لتصير بيادق ودروعا، إلا متغيرا واحدا ألا وهو ظهور الدولة الإسلامية - أعزها الله- على ساحة الشام ما سبب تدهورا في خطط الماكرين، واستدعى تشكيل أكبر تحالف في تاريخ البشرية لوأد نورها الذي يخاف الجميع أن يبدد سلطانه وكفره، وقد خابوا ولله الحمد. على المسلمين والعوام أن يفهموا أنه كما أن الطريق لليهود يمر بالطواغيت المحيطين لهم ثم بالفصائل الفلسطينية (التي يمكن أن نقول عنها صحوات جاهزة للإيجار) فإن الطريق لهدم عرش النصيرية يبدأ بإفناء صحوات الشام المرتدة التي تحمي صرحهم، ونبشر المسلمين ختاما بأن النصيرية واليهود والصحوات وكل طواغيت العرب قد قرب اندثارهم فقد بلغوا من الكفر والبطر مبلغا كبيرا أشغلهم بأنفسهم وأعماهم عن لهيب حرب نمى في الصحاري والقفار ينتظر إذن الله وموعوده ليصهر عروشهم ويطوي صفحات سنين ظلام طوال ذاق المسلمين فيها الأمرين،[..... وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ]
  • قتيبة عبدالفتاح الشيباني

      منذ
    فضائل الرباط في سبيل الله ■ (الأمر بالرباط) قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]. قال ابن عباس (رضي الله عنهما): "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا} على طاعة الله {وَصَابِرُوا} أعداء الله {وَرَابِطُوا} في سبيل الله" [تفسير ابن المنذر]. وكتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، يذكر له جموعا من الروم، وما يتخوف منهم، فكتب إليه عمر: "أما بعد، فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة، يجعل الله له بعده فرجا، وإنه لن يغلب عسرٌ يسرين، وأن الله يقول في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]" [رواه مالك في الموطأ]. وقال الحسن البصري -رحمه الله- في تفسيرها: "أمَرَهم أن يصبروا على دينهم، ولا يدعوه لشدة ولا رخاء، ولا سراء ولا ضراء، وأمرهم أن يصابروا الكفار، وأن يرابطوا المشركين" [تفسير الطبري]. وقال زيد بن أسلم رحمه الله: "اصبروا على الجهاد، وصابروا عدوكم، ورابطوا على عدوكم" [تفسير الطبري]. وقال قتادة رحمه الله: "أي اصبروا على طاعة الله، وصابروا أهل الضلالة، ورابطوا في سبيل الله {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]" [تفسير الطبري]. وقال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: " {اصْبِرُوا} على دينكم، {وَصَابِرُوا} الوعد الذي وعدتكم عليه، {وَرَابِطُوا} عدوي وعدوكم حتى يترك دينه لدينكم" [تفسير ابن المنذر]. في هذه الآية الكريمة أمر بالرباط المعروف في سبيل الله بالثغور كما فسرها عمر وابن عباس من الصحابة رضي الله عنهم، والحسن البصري وقتادة وزيد بن أسلم ومحمد بن كعب من التابعين رحمهم الله. أما الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط"، فالحديث مثل الأحاديث التي فيها "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله"، و "المهاجر من هجر ما كره الله"، و "الإسلام طيب الكلام وإطعام الطعام"، فهو لا يقصر معنى الرباط على انتظار الصلاة بعد الصلاة ولا يفهم من لفظه أن الحديث تفسير للآية، ولذلك قال الطبري -رحمه الله- في تفسيره، بعدما روى الحديث عن أبي هريرة: "قوله {وَرَابِطُوا} معناه: ورابطوا أعداءكم وأعداء دينكم من أهل الشرك، في سبيل الله، وأرى أن أصل الرباط: ارتباط الخيل للعدو، كما ارتبط عدوهم لهم خيلهم، ثم استعمل ذلك في كل مقيم في ثغر، يدفع عمن وراءه من أراده من أعدائهم بسوء، ويحمي عنهم من بينه وبينهم، ممن بغاهم بشر كان ذا خيل قد ارتبطها، أو ذا رجلة لا مركب له وإنما قلنا: معنى {وَرَابِطُوا} ورابطوا أعداءكم وأعداء دينكم، لأن ذلك هو المعنى المعروف من معاني الرباط، وإنما توجه الكلام إلى الأغلب المعروف في استعمال الناس من معانيه دون الخفي، حتى يأتي بخلاف ذلك ما يوجب صرفه إلى الخفي من معانيه حجة يجب التسليم لها من كتاب أو خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو إجماع من أهل التأويل" [تفسير الطبري]. قال ابن قتيبة رحمه الله: "[أي] ورابطوا في سبيل الله، وأصل المرابطة الرباط: أن يربط هؤلاء خيولهم، ويربط هؤلاء خيولهم في الثغر، كلٌّ يعد لصاحبه، فسمي المقام بالثغور رباطا" [غريب القرآن]. وكثير من الناس لا يميزون بين الرباط والحراسة، فربما يكون المرء مرابطا ولا يكون حارسا، فالمرابط بالثغر ينام ويأكل ويمارس الرياضة ويتكلم مع أصحابه ويقرأ ويصلي قبل نوبة حراسته أو بعدها، وربما يكون مرابطا بالثغر يطبخ لغيره من المرابطين ويخدمهم وينتظر ويستعد لحماية الثغر ضد أي محاولة من الكفار للهجوم، لكن ليس له أي نوبة حراسة لاحتياج المجاهدين له في خدمة أخرى أثناء رباطه إن قرر ذلك أمراؤه، وهو مرابط حتى لو لم تأت نوبة حراسته أو لا تأتي لفترة بعيدة أو لن تأتي أبدا، ما دام ملتزما بها مخلصا فيها إذا جاءت، وهو مرابط حتى لو كان الثغر الذي يحميه هادئا، وإن كان الأجر لحماية الثغور الخطيرة أكبر، والحراسة درجة أعلى من الجهاد أكرمه الله تعالى بها أثناء رباطه، وتجب عليه إذا ما أمره أمراؤه بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله" [حسن: رواه الترمذي عن ابن عباس]، ما أعظمه من شرف أن يتعب المرء عينيه في حماية المسلمين! ■ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 19 السنة السابعة - الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1437 هـ مقال: فضائل الرباط في سبيل الله

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً