تحرير سجون الطاغية

منذ 2024-12-10

تتوالى المقاطع والصور المؤلمة للسجون والمعتقلين والجثث المستخرجة من سجون الطاغية بشار الأسد ونظامه الإجرامي، وبدأت الصدور تضيق وتكتئب من هول المشاهد وتشتعل بفطرتها طلباً للثأر والانتقام.."

تتوالى المقاطع والصور المؤلمة للسجون والمعتقلين والجثث المستخرجة من سجون الطاغية بشار الأسد ونظامه الإجرامي، والأصعب من ذلك أن آلاف العائلات لم تجد أبناءها المعتقلين في سجون الطاغية إلى الآن، وبدأت الصدور تضيق وتكتئب من هول المشاهد وتشتعل بفطرتها طلباً للثأر والانتقام، وكثير من الناس يعيشون صدمة شديدة من مستوى الشرّ الذي كان عليه هذا النظام المجرم.

وهذه بعض النقاط حول ذلك: 
أولاً: أن كل هذا الإجرام كان معلوماً عند دول العالم ومخابراتها ومؤسساتها، ومع ذلك فقد كانت كثير من الدول تتعامل مع هذا الطاغية بحفاوة وتقدير واحترام، وتعترف به وتفتح سفاراتها عنده، وتتهم معارضيه بالإرهاب، فضلا عن مشاركة بعض الدول بجيوشها للدفاع عنه، ومشاركة الميليشيات الشيعية المسلحة بكل ثقلها لتثبيت حكمه ومقاتلة معارضيه.

ثانياً: أن هذا الطاغية كانت له حاشية من المشايخ والدعاة يمجدونه ويمدحونه ويثنون عليه، ويشوهون معارضيه، ومقاطعهم تملأ فضاء اليوتيوب إلى الآن، وحتى في الحرب الأخيرة خرج بعض الشيوخ يطعنون بشباب الثورة ويتحدث البعض عن طاعة ولي الأمر "بشار" -مع كونه طاغية بعثيا نصيريا يحارب الدين صراحة- (وهكذا الحال في بعض مراحل التاريخ تجد علماء سوء بمثل هذه الحال).

3- القصاص من المجرمين وشفاء الصدور منهم مطلب شرعي ومقصد قرآني كما قال الله سبحانه: {ويشفِ صدور قومٍ مؤمنين ويُذهِب غيظ قلوبهم}
وقد حضّ الله نبيه على ذلك فقال: {ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى حتى يُثخِن في الأرض} ونسأل الله تعالى أن يتحقق ذلك قريباً على أيدي الفاتحين الذين تحيط بهم اليوم مسؤوليات كثيرة تنوء بها الجبال، ولعلهم يُوفقون إلى تحقيق هذا المقصد قريباً لتُشفى صدور المكلومين المقهورين المظلومين، ولتأمن سوريا من مكرهم وكيدهم مستقبلاً.

4- الذي جرى خلال هذين الأسبوعين هو أمر عظيم وحدث تاريخي مهول، ونصر رباني كبير، لا تستوعبه العقول بسهولة، ولا بد أن نتفكر فيه ونحمد الله عليه حمداً كثيرا، ولا بد أن نحافظ على رؤية النعمة العظمى على الأمة كلها بزوال هذا النظام المجرم الذي هو في ذاته شرّ مطلق من كل الجهات، وزواله خير كبير مهما كان من مشكلات بعد ذلك.

5- لا بد أن نتأنى قليلا في طلب الكمال في الفترة القريبة القادمة، ونقول الخير ونتعاون، ولا بد من سعي أبناء البلد وتكاتفهم لبنائه وحمايته، ومحاسبة المجرمين، وإحقاق الحق وإحلال العدل وكلمة الإسلام؛ فهذا كمال النصر وتمام النعمة.

  • 4
  • 0
  • 178

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً