من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (البر, الرؤوف)

منذ 11 ساعة

من أسماء الله الحسنى: البر, والرؤوف, وللسلف رحمهم الله أقوال في معني هذين الاسمين, وبعض الفوائد المتعلقة بهما, جمعت بعضًا منها أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع

                

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن أسماء الله الحسنى: البر, والرؤوف, وللسلف رحمهم الله أقوال في معني هذين الاسمين, وبعض الفوائد المتعلقة بهما, جمعت بعضًا منها أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع

  • البرُّ:

& قال ابن عباس رضي الله عنهما: اللطيف.

& قال الضحاك وابن جريج رحمهما الله: الصادق فيما وعد

& قال الحسن البصري رحمه الله: بار بعباده محسن إليهم, معناه: لا ينقطع بره وإحسانه.

& قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: البرُّ يعني اللطيف بعباده.

& قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: من أسمائه: البر, وهو العطوف على عباده, المحسن إليهم الرحيم بهم, ومن بره بعباده إمهاله العاصي, لا يؤاخذه فيعجله عن التوبة.

& قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: في أسماء الله تعالى: " البرُّ", هو العطوف على عباده ببره ولطفه,...والبِرُّ بالكسر: الإحسان.  

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: أن يعرف برَّه سبحانه في ستره عليه حال ارتكاب المعصية مع كمال رؤيته له, ولو شاء لفضحه بين خلقه فحذِروه, وهذا من كمال بره, ومن أسمائه البرَّ, وهذا البرُّ من سيده به مع كمال غناه عنه, وكمال فقر العبد إليه, فيشتغل بمطالعة هذه المنة ومشاهدة هذا البرِّ والإحسان والكرم.

والبرُّ في أوصافه سبــــــــــــحانه     هو كثرة الخيرات والإحــــسان

صدرت عن البر هو وصــفه     فالبرُّ حــــــــــــينئذ له نـــــــــــــــــوعان

وصف وفعل فهو بر محســن     مولي الجميل ودائم الإحسان

& قال الإمام الشوكاني رحمه الله: البرّ كثير الإحسان, وقيل: اللطيف.

& قال العلامة السعدي رحمه الله: ما صرف عنهم من المكاره والنقم والمخاوف والأخطار والمضار, فإنها من رحمته وبره, فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو, ولا يدفع السيئات إلا هو.

& قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله: البر, وصفًا وفعلًا.

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: البرُّ من أسماء الله تعالى...والبرّ هو كثير الخيرات وسعتها.

& قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: من أسمائه: البرُّ, مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡبَرُّ ٱلرَّحِيمُ [الطور:28]

والبرُّ بالفتح مأخوذ من البِرِّ بالكسر, وهو كمال الإحسان, فهو البر في أفعاله العطوف على عباده ببِرِّه ولطفه, والبِرّ من أوصافه سبحانه وتعالى.

& قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر: البرّ...الذي شمل الكائنات بأسره ببره ومنًه وعطائه, فهو مولي النعم, واسع العطاء, دائم الإحسان, لم يزل ولا يزال بالبر والعطاء موصوفًا, وبالمن والإحسان معروفًا, تفضل على العباد بالنعم السابقة, والعطايا المتتابعة, والآلاء المتنوعة, ليس لجوده وبره وكرمه مقدار, فهو سبحانه ذو الكرم الواسع والنوال المتتابع, والعطاء المدرار.

 

 

  • الرؤوف:

& قال الحسن البصري رحمه الله: العباد...من رأفته بهم حذرهم نفسه

& قال سعيد بن جبير رحمه الله: رؤوف: يرأف بكم.

& قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: الله بجميع عباده ذو رأفة.

والرأفة: أعلى معاني الرحمة, وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا, ولبعضهم في الآخرة.

& قال الإمام البغوي رحمه الله: الرأفة: أشدّ الرحمة.

& قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: ومن أسمائه: الرؤوف, وهو فعول من الرأفة, قيل: الرأفة: أبلغ الرحمة وأرقها. ويقال: إن الرأفة أخصّ, والرحمة أعم.

& قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: في أسماء الله تعالى: " الرؤوف", هو الرحيم بعباده العطوف عليهم بألطافه, والرأفة أرقُّ من الرحمة, ولا تكاد تقع في الكراهة, والرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة.

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: رحيم بخلقه, يحب لهم أن يستقيموا على صراطه المستقيم, ودينه القويم, وأن يتبعوا رسوله الكريم.

& قال الإمام الشوكاني رحمه الله: الرؤوف كثير الرأفة, وهي أشدّ من الرحمة, قال أبو عمرو بن العلاء: الرأفة أكبر من الرحمة, والمعنى متقارب.

ومن رأفته بعباده أن لا يعاجلهم بذنوبهم.

& قال العلامة السعدي رحمه الله: ومن رأفته ورحمته أنه خوف العباد, وزجرهم عن الغي والفساد.

ومن رأفته ورحمته أن منَّ عليهم بالتوبة, وقبلها منهم, وثبتهم عليها.

ومن رأفته ورحمته بهم أن يتم عليهم نعمته التي ابتدأهم بها.

رؤوف رحيم لا يعاجل العاصين بالعقوبة, بل يمهلهم ويعافيهم ويرزقهم وهم يؤذونه, ويؤذون أولياءه, ومع هذا يفتح لهم أبواب التوبة, ويدعوهم إلى الإقلاع عن السيئات التي تضرهم, ويعدهم بعد ذلك أفضل الكرامات, ومغفرة ما صدر عنهم من ذنب.

فليستحِ المجرم من ربه, أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع الحالات, ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات, وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل, وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر. فليتُب إليه, وليرجع إليه في جميع أموره, فإنه رءوف رحيم. فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة, وبره العميم, وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم, ألا وهي تقواه, والعمل بما يحبه ويرضاه.

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: " الرؤوف " قال العلماء: إن الرأفة أشد الرحمة, فهي رحمة خاصة.

                      كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 

  • 2
  • 0
  • 46

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً