الليلة الثانية عشر: (صلة الأرحام)
قد توعَّد الله سبحانه مَن قطَع الرحم باللعن وإحباط العمل، ومعلوم أن الشرع لم يُرد صلة كلِّ ذي رحم وقرابةر
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فقال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22، 23].
قال ابن مفلح رحمه الله: قد توعَّد الله سبحانه مَن قطَع الرحم باللعن وإحباط العمل، ومعلوم أن الشرع لم يُرد صلة كلِّ ذي رحم وقرابة؛ إذ لو كان ذلك لوجَب صلة جميع بني آدم، فلم يكن بُد من ضبط ذلك بقرابة تجب صلتها وإكرامها، ويَحرُم قطعُها؛ (الآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 452).
وتتفاوت صلةُ الرحم بحق الأقارب كالجد والجدة، والعم والعمة، والخال والخالة، وأولاد العم والعمة، وأولاد الخال والخالة، فحقُّهم في الصلة لمكانة الأب والأم، فالأب تُوصَل الرحم الذي من جهته كالعم مثلًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يَا عُمَرُ، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ»؛ (رواه مسلم رحمه الله 983). والأم تُوصَل الرحم الذي مِن جهتها من أجلها؛ كالأخوال والخالات وأولادهم؛ (فتاوى ابن باز رحمه الله جمع: محمد المسند 4/189)، ولذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم «الخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ»؛ (رواه الترمذي 3/176، وصحَّحه الألباني رحمهم الله تعالى).
كيفية صلة الأقارب: تكون إما بالسلام أو الهدية، أو المعاونة أو المجالسة، أو مكالمة بالهاتف أو إحسان... إلخ.
آثار صلة الرحم:
• أن الله عز وجل رفع مَن مكانة الرحم عنده.
• أن أساس السعادة الدنيوية صلة الرحم.
• الواصل موعودٌ بزيادة الرزق والأجل؛ للحديث عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رحِمَهُ»؛ (متفق عليه).
ولا يُعذَر أحدٌ في تقصيره في حقِّ أقاربه ولو كانا غير مسلمين؛ للحديث أن أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَاصِل أُمِّي؟ قَالَ: «نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ»؛ (متفق عليه).
مقترحات للاجتماعات الأسرية:
• تكوين لجنة للأسرة يهتمون بأنشطة وبرامج الاجتماعات الأسرية...
• وضع مسابقات في أوقات الإجازات، والعطلة الصيفية.
• إنشاء حساب خيري للإسهام في التبرعات لإعانة المحتاجين من الأسرة.
اللهم وفِّقنا لما تُحب وترضى، وخُذ بنواصينا للبر والتقوى...
وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_________________________________________________
الكاتب: عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
- التصنيف: