القرآن الكريم في شهر رمضان كيف تزيد من وردك اليومي؟

منذ 14 ساعة

زيادة وردك اليومي من القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك هو هدف نبيل، يُقرِّبنا إلى الله سبحانه وتعالى، ويزيد من إيماننا، وينير قلوبنا، ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب تخطيطًا دقيقًا، وإرادةً قويةً، والتزامًا بالخطة، اتبع النصائح المذكورة

القرآن الكريم في شهر رمضان كيف تزيد من وردك اليومي؟

شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركات، شهر القرآن الكريم الذي أُنزل فيه، هو فرصة ثمينة لزيادة قُربنا من الله سبحانه وتعالى، وللتزود من هذا الكتاب العظيم الذي هو نور وهدًى للبشرية، ولعل أهم أوجه التقرب إلى الله في هذا الشهر الفضيل هو زيادة تلاوة القرآن الكريم، والسعي لتحقيق ختمة كاملة أو أكثر، لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب تخطيطًا دقيقًا وإرادةً قوية، فلا يمكن الوصول إلى هدف سامٍ كهذا بالارتجال والتردد.

 

هذا المقال يقدِّم خطةً عمليةً متكاملةً تساعدك على زيادة وِرْدِك اليومي من القرآن الكريم خلال شهر رمضان، ويساعدك على تحقيق هدفك في ختمة القرآن الكريم أو أكثر، مع التركيز على الاستفادة الروحية والمعنوية من هذه العملية، وليست مجرد عملية كمِّيَّة فحسب.

 

أولًا: تحديد الهدف والواقع:

قبل البدء، يجب عليك تحديد هدفك بوضوح، هل تريد ختمة واحدة، أو ختمتين، أو أكثر؟ ثم قُم بتقييم واقعك الحالي، كم صفحة تقرأ يوميًّا عادةً؟ ما هو الوقت المتوفر لديك للقراءة يوميًّا في رمضان؟ كُن صادقًا مع نفسك في تقييم قدراتك؛ فالتخطيط الواقعي هو أساس النجاح، لا تفرط في تحديد هدف يصعب تحقيقه؛ فقد يؤدي ذلك إلى الإحباط واليأس، البدء بالواقعي، ثم زيادة الهدف تدريجيًّا، هو النهج الأمثل.

 

ثانيًا: وضع خُطة قابلة للتحقيق:

بعد تحديد الهدف والواقع، يجب وضع خطة قابلة للتحقيق، تقسم صفحات القرآن الكريم على عدد أيام شهر رمضان (عادةً 30 يومًا)، إذا كنت ترغب في ختمة واحدة، فتقسم عدد صفحات القرآن الكريم (604 صفحات تقريبًا) على 30 يومًا، مما يعني قراءة حوالي 20 صفحة يوميًّا، إذا كنت ترغب في ختمتين، فستقرأ حوالي 40 صفحة يوميًّا، وهكذا.

 

لكن لا ينبغي التركيز على العدد فقط، فقد يكون من الأفضل قراءة 15 صفحة بتركيز وتدبر، أفضل من قراءة 30 صفحة بسرعة دون فَهمٍ أو تدبر؛ لذلك ركَّز على جودة القراءة أكثر من كميتها.

 

ثالثًا: تخصيص وقت محدد للقراءة:

يجب تخصيص وقت محدد يوميًّا لقراءة القرآن، والتزِم به قدر الإمكان، اختَرِ الوقت الأنسب لك؛ حيث يكون تركيزك عاليًا، ويكون بعيدًا عن الضوضاء والمشتتات، قد يكون من الأفضل تقسيم وقت القراءة إلى فترات قصيرة، بدلًا من فترة طويلة واحدة؛ فذلك يزيد من التركيز والفاعلية؛ على سبيل المثال: يمكنك قراءة 5 صفحات في الصباح، و5 صفحات في المساء، و10 صفحات في وقت آخر من اليوم.

 

رابعًا: اختيار المكان المناسب:

المكان الذي تقرأ فيه القرآن الكريم له تأثير كبير على تركيزك واستمتاعك بالقراءة، اختر مكانًا هادئًا، نظيفًا، ومريحًا، بعيدًا عن الضوضاء والمشتتات، يمكنك الاستعانة ببعض الأدوات التي تساعد على الاسترخاء، وتهيئة الجو المناسب للقراءة.

 

خامسًا: استخدام تقنيات لتحسين التركيز:

هناك العديد من التقنيات التي يمكن استخدامها لتحسين التركيز أثناء قراءة القرآن الكريم؛ مثل:

 التأمُّل قبل القراءة: خُذْ بضع دقائق قبل البدء في القراءة للتأمل والهدوء، لتحضير نفسك للقراءة الروحانية.

 

 التدبر في المعنى: لا تكتفِ بقراءة الكلمات فقط، بل تدبر في معاني الآيات، وتفكَّر في مضامينها، وتطبيقها على حياتك.

 

 الاستماع إلى التلاوات: يمكنك الاستماع إلى تلاوات جميلة من قرَّاء مشهورين؛ لمساعدتك على فهم التجويد، وتلاوة القرآن بصورة أجمل.

 

 التدوين: يمكنك تدوين بعض الملاحظات أو الأفكار التي تتبادر إلى ذهنك أثناء القراءة، أو الكلمات أو الآيات التي أثَّرت فيك.

 

 التكرار: كرِّر قراءة بعض الآيات أو السور التي أثرت فيك؛ لتعميق فهمك لها.

 

سادسًا: الاستعانة بالتطبيقات:

هناك العديد من تطبيقات الهواتف الذكية التي تساعدك في قراءة القرآن الكريم، وتتبع تقدمك في القراءة، وتُقدِّم لك العديد من الميزات الأخرى؛ مثل:

 تطبيقات تتبع التقدم: تتيح لك هذه التطبيقات تتبع عدد الصفحات التي قرأتها يوميًّا، وعدد الأيام المتبقية لإنهاء الختمة، وتساعدك على البقاء ملتزمًا بخطتك.

 

 تطبيقات ترجمة وتفسير: تقدم هذه التطبيقات ترجمةً وتفسيرًا للآيات القرآنية؛ مما يساعدك على فهم معانيها بشكل أفضل.

 

 تطبيقات تلاوة: تقدم هذه التطبيقات تلاوات جميلةً من قرَّاء مشهورين؛ مما يزيد من متعة القراءة.

 

سابعًا: الالتزام بالخطة:

الالتزام بالخطة هو أهم شيء لتحقيق الهدف، لا تستسلم للإحباط أو اليأس إذا فشِلت في الالتزام بالخطة في بعض الأيام، فالمهم هو الاستمرار والمحاولة مرةً أخرى، لا تتردد في تعديل خطتك إذا وجدتَ أنها غير مناسبة لك؛ فالهدف هو تحقيق الختمة مع الاستمتاع بها، وليس فرضَ قيود غير ضرورية على نفسك.

 

ثامنًا: طلب العون من الله:

لا تنسَ طلب العون من الله سبحانه وتعالى في تحقيق هدفك؛ فالله هو الْمُعين الوحيد، ادعُ الله أن يوفِّقك لقراءة القرآن الكريم، وأن يجعلها قراءةً مفيدةً لك، واجعل الدعاء جزءًا من روتينك اليومي.

 

خاتمة:

زيادة وردك اليومي من القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك هو هدف نبيل، يُقرِّبنا إلى الله سبحانه وتعالى، ويزيد من إيماننا، وينير قلوبنا، ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب تخطيطًا دقيقًا، وإرادةً قويةً، والتزامًا بالخطة، اتبع النصائح المذكورة أعلاه، وابدأ بخطوات صغيرة، وستجد نفسك تقترب من هدفك خطوةً بخطوة، لا تتردد، وابدأ الآن، فقد يفوتك هذا الوقت الثمين، وفَّقك الله لما يحبه ويرضاه.

____________________________________
الكاتب: محمد أبو عطية

  • 0
  • 0
  • 60

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً