خلعُ النياشين
انقضى أجلُ الإمام الربانيُّ، والعبدِ الصالح أبي إسحاق، ناصِر السنة، قامع البدعة، ولا نزكيه على الله.

كم هي قصيرةٌ رحلةُ العبد في هذه الدنيا، يَخرج منها اليوم وكأنه قد دخلها بالأمس.
حكمُ المنيةِ في البرية جـــارِ ** ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسانَ فيها مخبرًا ** فإذا به خبرٌ من الأخبـار
اليومَ انقضى أجلُ الإمام الربانيُّ، والعبدِ الصالح أبي إسحاق، ناصِر السنة، قامع البدعة، ولا نزكيه على الله.
اليومَ بدأت حياتُه الحقيقيةُ التي أفنى عمُرَه للفوز بها.
وداعا شيخنا الحبيب..
اليومَ يغبطُك كلُّ مؤمن على سعيك وعملك الذي لقيتَ به ربك، ويقول في نفسه: ليتني مكانه.
كأني بك الليلةَ في ضيافة الأحبة، محمدٍ وصحبه، وقد صحبت أنفاسَهم عشرات السنين وأنت تروي الحديث عنهم، وتعظِّمُ السنةَ في نفوس الخَلق.
أهلُ الحديث همُ أهلُ النبيِّ وإن ** لم يصحَبوا نفْسَهُ أنفاسَه صَحِبوا
عرفناك عالمًا صادقا، مربيا حكيما وسطيًا، زاهدا ورعا، عابدا خاشعا، غيورا على دينك، صادعا بالحق، تعيش هموم أمتك، وتنصر إخوانك المظلومين في بقاع الأرض وتشدُّ من أزرهم، ولم تداهِن طاغيةً ولا ظالما.
نم قرير العين، فلنعم الموت موتك، ولنعم الحياة حياتك.
اللهم نحنُ شهداؤك في أرضك، وأنت أعلمُ به منا، فاغفر له وارحمه وأنزله منازل الصديقين، واختم لنا بخير ما ختمتَ به لعبادك الصالحين.
عبد الرحمن رأفت الباشا
ولد عام 1920م في بلدة أريحا شمال سورية، وتلقى دراسته الابتدائية فيها، ثم تخرج في المدرسة الخسروية بحلب؛ أما دراسته الجامعية فتلقاها في القاهرة.
- التصنيف: