الذين يشاركون في التضييق على غزة
إلى هؤلاء الذين يشاركون في التضييق على غزة، وفي قمع الأصوات الداعية إلى نُصرة أهلها...ثم بعد ذلك تراهم في المسجد يصلون، وفي رمضان يصومون، وإذا دعا الإمام لأهل غزة يؤمِّنون..
قد لا تصدقون ما سأقوله، لكني مقتنع به!
هؤلاء الذين يشاركون في التضييق على غزة، وفي قمع الأصوات الداعية إلى نُصرة أهلها...ثم بعد ذلك تراهم في المسجد يصلون، وفي رمضان يصومون، وإذا دعا الإمام لأهل غزة يؤمِّنون..
هؤلاء..لو كان رسول الله ﷺ وصحابته الكرام بيننا.. وأمر الأسيادُ أحدهم بأن يحاصر رسول الله وأصحابه، أو يلقي القبض على أحد منهم.. فإن كثيراً منهم سيكون مستعداً لفعل ذلك في النهاية!
ربما يتردد قليلاً، أو يحتاج أن يسمع أكثر قليلاً لمشايخ من مدرسة عبد الله بن سلول، أو تُزاد له الإغراءات والمكافآت قليلاً.. لكنه في النهاية سيفعل !
قد تجد أحدهم إذا أتم مهمته ولم يعد يُسمح له بالاستمرار في عمله، قد تجده أول من يلعن الظلم والظالمين.. لكن إذا فتحت له فرصة ليعود لفعل! {ولو رُدُّوا لعادوا لما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون (28)} [الأنعام].
المسألة ليست سوء ظن منا في هؤلاء، ولا دخولاً في النوايا كما يهذي السُّذَّج...بل واقعُ هؤلاء يدل على أن الدين ممسوخ تماماً في أذهانهم!
هم يصلون، نعم، يصومون، نعم...لكنهم في النهاية عبيدٌ عند من يعطيهم المال. يعبدون الله في المساجد، ويعبدون غيره سبحانه عبادة الطاعة والإذعان..ويأملون أن يُحَصلوا بذلك خيري الدنيا والآخرة!!
الذي يبرر لنفسه أن يضيق على غزة أو يوالي أعداءها وهو يرى أمم الكفر تحالفت عليها، ويرى مساجدها تُهدم ونساءها تعتقل من إخوة القردة والخنازير، ويسمع صراخ الأطفال ونحيب العجائز...مثلُ هذا لا تُعَوِّل أبداً على أنه لو قُدر أن يؤمر: "اذهب وحاصر محمداً وأصحابه"..أنه ستشتعل في قلبه غيرة على الدين وأهله، أو أنه ستدبُّ في أوصاله حياة تمنعه من هذه الفعلة!
فلو كان في هؤلاء بقية حياة أو حياء أو إيمان أو مروءة أو نخوة أو شهامة أو كرامة لماتت عبر مئات الأيام الماضية التي يرون فيها ما تشيب له مفارق الولدان ويلين له الصخر الأصم وهم مع ذلك في الجرائم يشاركون !
ليست المشكلة أن شيوخ السوء أقنعوا هؤلاء بصحة ما يفعلون، بل هم "يريدون" أن يبرروا لأنفسهم جريمتهم..ولو لم يجدوا "شيخاً" يبرر لهم لبحثوا عنه ولو في الأزقة أو المزابل !
فلْيخدعوا أنفسهم كما يريدون، وليبيعوا نفوسهم الرخيصة لأجل متاع زائل.. {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.
- التصنيف: