امتحان الإيمان
لا ينجو من الفتن من لم يكن الإيمان أغلى عنده من كل شيء!
لا شك بأن الزمان الذي نعيش فيه من الأزمنة الاستثنائية في تاريخ الأمة .. لم تنتشر الشبهات وتتيسر الشهوات كما هو الحال في هذا العصر ..
مع شدة الفتن وتتابعها وتكاثرها يعظم الإيمان ويصفو عند من يقابلها بالثبات والحب والتعظيم ..
كلما اعترضتك فتنة -سقطت فيها أو لم تسقط- قل لله بقلبك ولسانك:
أنا عبدك الضعيف المحب .. أسألك بحبي وإيماني أن لا تفتني .. وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ..
ما أشبه هذا العصر بما رواه أحمد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا:
«ويل للعرب من شر قد اقترب، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا، ويمسي كافرا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذ بدينه، كالقابض على الجمر، أو قال: على الشوك»
وفي رواية الترمذي: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه، كالقابض على الجمر»
وبما جاء عن الخبير بالفتن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: «ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا ينجو فيه إلّا من دعا كدعاء الغريق»
لا ينجو من الفتن من لم يكن الإيمان أغلى عنده من كل شيء!
وعلامة ذلك الإكثار من العبادة -خاصة- الصلاة والدعاء مع اثبات الحب والتعظيم عند كل فتنة -سقط بها أو لم يسقط-.
________________________________________
الكاتب: أحمد بن خالد الهاجري
- التصنيف: