أورادك التعبدية

منذ يوم

ليس من سبيل الرشد أن تُعامِل أورادك التعبدية معاملة الأعمال اليومية التي تريد الفراغ منها، وتُحصيها كما تُحصي المهام في دفتر الإنجاز، فذلك ضربٌ من الغفلة يُذهب بركتها، ويطمس نورها.

ليس من سبيل الرشد أن تُعامِل أورادك التعبدية معاملة الأعمال اليومية التي تريد الفراغ منها، وتُحصيها كما تُحصي المهام في دفتر الإنجاز، فذلك ضربٌ من الغفلة يُذهب بركتها، ويطمس نورها.

اجعلها رواءً لنفسك العطشى، وغذاءً لقلبك الظامئ، ونافذة تطلُّ منها روحك على ملكوت السماء.

فإنما العبادة حضورٌ لا عادة، فإذا استحضرت في ركوعك الخضوع للمعبود، وفي تسبيحك عظمة الخالق، وفي دعائك لذة المناجاة، وفي تلاوتك جلال الرب سبحانه؛ رقَّ القلب، وانتعشت الروح، وزكت النفس، وانتفع العبد في دنياه وأخراه.

وإذا وجدت في وردك معنى الحضور، ولامس قلبك نَفَس الذكر، فثمَّ نورٌ يورث الإيمان، وريحانٌ ينعش القلب، وتلك وربي هي العبادة التي تكون فيها التزكية. 


فإنما العبادة روحٌ تُستروح، وغذاءٌ يُستبطن، وسرٌّ بينك وبين الله لا يُقاس بالكمّ ولا يُحصى بالأرقام.

_________________________________
الكاتب: طلال الحسان

  • 1
  • 0
  • 93

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً