آداب دخول الإنترنت

منذ يوم

غض البصر عن الحرام ، فالإنترنت مع كونه نعمة عظيمة إلا أنه فتنة كبيرة ، فيه دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها

 

  1. البسملة ، ومعناها في هذا المقام : أبدأ دخولي الإنترنت مستعينا بالله ، وقد نص العلماء على استحباب تسمية الله تعالى في بداية الأمور المهمة إلا ما ورد في الشرع بدؤه بذكر مخصوص مثل التكبير في الأذان  ، فبذكر الله تحل البركة ويخنس الشيطان  ، انظر شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية (1 /168) وعمدة القاري شرح صحيح البخاري (2 / 266) وعون المعبود شرح سنن أبي داود  (13 / 128) ، وفتاوى الشبكة الإسلامية (71374) ، وفتاوى موقع الألوكة (2323 ) .
  2. غض البصر عن الحرام ، فالإنترنت مع كونه نعمة عظيمة إلا أنه فتنة كبيرة ، فيه دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ، { ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾} ، فليعتز المسلم بإيمانه وليكن من الذين وصفهم الله بقوله  : {﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾} ، وقوله : {﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ } ، واللغو كل ما لا فائدة فيه من قول أو فعل .
  3.  الخوف من الله عند الخلوات ، فعند الخلوة بالإنترنت يتبين المؤمن القوي صاحب القلب السليم المنيب الأواه الذي لا يطمئن إلا بذكر الله ، والمنافق الذي في قلبه مرض ، وقد وصف الله المنافقين بقوله : { ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ } ، وعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه  عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ««لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا» ، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ!! قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا»» ،  [ سنن ابن ماجه (4245) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (5028) ] ، فالحذر الحذر من ذنوب الخلوات فإنها أعظم أسباب الانتكاسات .
  4. تقوى الله في السر والعلن ، والسفر والحضر ، والغنى والفقر ،  فالتقوى وصية الله لعباده ، وقد ذكرها الله في أكثر من 120 آية في كتابه ، وهي خير ما يتزوده العقلاء ، وهي خير ما يتزين به الفضلاء ،  وهي ستر لصاحبها في الدنيا والآخرة ، وهي في القلب ، فإذا صلح القلب صلحت الجوارح ، فعلى مستخدم الإنترنت أن يتقي الله في سمعه وبصره ولسانه ويده ، وليتق الله فيما يكتب ، فليكتب بعلم وحلم وإنصاف ، وليحذر من إيذاء المسلمين بالغيبة أو النميمة ، وليحذر من الكذب ولو كان مازحا .
  5. التبين في الأخبار كما قال الله تعالى : {﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾} ، وأكثر نقلة  الأخبار اليوم ليسوا مؤتمنين ، وكثير منهم مجهولون لا يجوز الجزم بأخبارهم ، حتى الأخبار المصورة قد يحصل فيها كذب وخداع وتضليل ، فعلى العاقل أن يتثبت كما أمره الله في كتابه الكريم .
  6. عدم الإسراف في استخدام الإنترنت ، وإنما يستخدم بقدر الحاجة ، فعلى المسلم أن يحافظ على وقته ، فإن عمره ينقص في كل لحظة ، وسيسأل عن عمره فيما أفناه ، كما أنه سيسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، والله يكره إضاعة المال ، وضياع الوقت أشد من ضياع المال ،  فليحرص المسلم على ما ينفعه في دينه ودنياه ، وليغتنم أوقات فراغه فيما يقربه من الله ، فلا يشغله الإنترنت عن ذكر الله وعن الصلوات جماعة أو عن صلاة النافلة ، وليحذر من السهر على الإنترنت فتفوته صلاة الفجر جماعة ، فالمؤمن الموفق يسارع في الطاعات ويسابق فيها ، ويغتنم شبابه قبل هرمه ، وفراغه قبل شغله ، وحياته قبل موته {، ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا * وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾} ، وقال الله سبحانه : {﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾} .
  7. الحذر من المشاركة في التجارات المشتملة على القمار والغرر والخداع ،  وعدم الاغترار بالإعلانات الجذابة ، وعدم التطفل بالنظر في المواقع المحرمة والمريبة ، ومن حسن إسلام المرء تركه  ما لا يعنيه ، وعدم المشاركة في الدردشات التافهة ، ولا بأس بالتواصل مع الأخوة في الله بالكلام الطيب  ، والمزاح معهم أحيانا ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح مع أصحابه ولا يقول إلا حقا .
  8. الحذر من أن يكون الكاتب في الإنترنت ذلك الرجل التافه المذكور في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ««سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ» ، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ»» [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1887)] ، فمن الناس من يشغل نفسه بالكتابة في الإنترنت في الأمور العامة والرد والمناقشات وهو مفرط في أمر الله ، أو هاجرٌ لكتاب الله ، وكان الأولى به أن يحرص على إصلاح نفسه ، والعاقل لا يستغني عن التزود من العلم النافع ، والإكثار من العمل الصالح ، قال الله سبحانه وتعالى : {﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا  ﴾} ، {﴿  وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا ﴾} ، ومن تلبيس الشيطان بالعبد أن يشغله بأمر مفضول عن أمر فاضل ، فيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، والله المستعان . 
  9. الاستفادة من المواقع الإسلامية التي تزيد الناظر فيها إيمانا وعلما وعملا ، ويجد فيها من يذكره بالله ، وينصحه في دينه ودنياه ، وهي كثيرة جدا بحمد الله ، ومنها : ملتقى أهل التفسير ، وملتقى أهل الحديث ، وموقع الألوكة ، والمختار الإسلامي ، وموقع الشبكة الإسلامية القطرية ، والإسلام سؤال وجواب ، ومختصر الأخبار ، وغيرها .
  10. ذكر دعاء ختم المجلس : (( سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك )) عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا قَطُّ، وَلَا تَلَا قُرْآنًا، وَلَا صَلَّى صَلَاةً إِلَّا خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِسًا، وَلَا تَتْلُو قُرْآنًا، وَلَا تُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا خَتَمْتَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْرًا خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرًّا كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ » " [أخرجه النسائي في السنن الكبرى في باب ما تختم به تلاوة القرآن (10067) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3164)] .

وكتب / أبو الحارث محمد المطري

17 صفر 1434هـ

[email protected]

محمد بن علي بن جميل المطري

دكتوراه في الدراسات الإسلامية وإمام وخطيب في صنعاء اليمن

  • 0
  • 0
  • 142

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً