من حمص إلى قندهار .. النساء والأطفال هدف الطغاة

منذ 2012-03-15

إلى سوريا وتحديدا حمص إحدى أكبر المدن السورية المنتفضة ضد الطاغية بشار الاسد، ارتكب رجاله مجزرة وحشية في المدينة بحق الأطفال والنساء السوريين أمام أعين المجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي.


يبدو أن النساء والأطفال في العالم الإسلامي سيظلون بشكل أساسي بطل أي مجزرة وحشية يرتكبها طاغية عربي أو قوة احتلال غربية صهيونية بهدف إذلال العرب والمسلمين المستمرون في صمتهم وخنوعهم بشكل مخزي تجاه سفك دماء العزل والمستضعفين الذي اشتد في الفترة الأخيرة ولم يعد السكوت عليه مقبولا.


ففي الوقت الذي يرتكب نظام بشار الأسد جرائمه اليومية بحق السوريين خاصة النساء والأطفال والتي كان أبشعها ما حدث في حمص قبل يومين من ذبح وتشويه واغتصاب ل47 امرأة وطفلا، كان هناك مجرم آخر يرتكب مجزرة وحشية بطلها بل ضحيتها أيضا عدد من النساء والأطفال الصغار ولكن هذه المرة في أفغانستان المحتلة.
ففي مشهد وصفته الصحف الأجنبية بالمرعب، اقتحم جندي أمريكي من قوات الاحتلال 3 منازل في مدينة قندهار وقتل بدم بارد 16 مدنيا بينهم 9 أطفال و3 نساء، فيما جاءت رواية أخرى للحادث تتحدث عن مجموعة من الجنود الأمريكيين كانوا في حالة سكر وكانوا يطلقون النار بشكل عشوائي على ضحاياهم وهم يضحكون، ثم سكب الأمريكيون بشكل وحشي موادا كيمياوية على جثثهم وأحرقوها.


وجاءت هذه الجريمة لتزيد من العداء للمحتل الذي أحرق جنوده الشهر الماضي نسخ من المصحف الشريف في إحدى القواعد الأمريكية وقبلها ما كشفه شريط فيديو لأربعة من جنود المارينز وهم يتبولون على جثث لأفغان في يناير الماضي.
ووسط تصاعد الغضب الأفغاني من هذه الجريمة، توعدت حركة طالبان بشن هجمات انتقامية ضد من وصفتهم بـذوي العقول المريضة من الأمريكيين مقابل كل شهيد أفغاني, وأدان البرلمان الأفغاني الحادث, وطالب في بيان بمحاكمة علنية للمتورطين، رغم أن أفغانستان وقعت في السابق على اتفاق يقضي بمحاكمة الجنود الأجانب في بلادهم، كما اعتبر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ما حدث "اغتيالا وعملا لا يغتفر".


فيما حذرت السفارة الأمريكية في كابول المواطنين الأمريكيين من خطر حدوث احتجاجات مناهضة للأمريكيين خلال الأيام المقبلة, ولا سيما في الأقاليم الشرقية والجنوبية. وتوالت الاعتذارات غير المقنعة من جانب الناتو والإدارة الأمريكية الذين أبديا حزنهما الشديد للحادث المأسوي وهم الذين قتلوا الآلاف من الشعب الأفغاني خلال سنوات الغزو!.

وقد أثارت المذبحة "الليلية" دعوات غاضبة إلى الرحيل الفوري لقوات الاحتلال من أفغانستان في حين تحاول واشنطن التفاوض من أجل وجود طويل الأمد متمثلا في اتفاقية شراكة استراتيجية بين كابول وواشنطن تسمح ببقاء مستشارين وقوات خاصة أمريكية في افغانستان بعد مغادرة القوات المقاتلة في نهاية 2014.

لكن محللين يستبعدون التوصل لاتفاق كامل بعد المجزرة، فكرزاي قد يشدد موقفه في محادثات الشراكة لاسترضاء الرأي العام الذي ينتقد بالفعل أداء حكومته، كما ستصعد طالبان من مطالبها بانسحاب الولايات المتحدة قبل الموعد المحدد ، فضلا عن شعور الأفغان أنفسهم بالمقت الشديد للمحتل.

ومن قندهار إلى سوريا وتحديدا حمص إحدى أكبر المدن السورية المنتفضة ضد الطاغية بشار الاسد، ارتكب رجاله مجزرة وحشية في المدينة بحق الأطفال والنساء السوريين أمام أعين المجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي.


وحملت تفاصيل المجزرة حقد ووحشية لا مثيل له من جانب النظام القمعي العلوي -المدعوم من إيران الشيعية التي تكن العداء الشديد للسنة وترتكب جرائم مشابهة-حيث أقدم الشبيحة على اغتصاب وقتل النساء والأطفال الأبرياء والتمثيل بجثثهم بشكل بشع.

قتل الأطفال والنساء لا يعد بالأمر الغريب لدى "إسرائيل" منذ احتلالها للأراضي المقدسة قبل عشرات السنين، فسقط الآلاف في حروب ومذابح واعتداءات وحشية، وليست ببعيدة عنا حرب الرصاص المصبوب (2008) على قطاع غزة ، حيث كان الأطفال هدف أساسي للعدوان الإجرامي من قتل وتشويه أمام أمهاتهم وآبائهم ، حتى التعذيب في المعتقلات لم ينجو منه هؤلاء الأبرياء الذي قد يعتقلوا ويحاكموا بتهمة إلقاء الحجارة على المحتل المزود بالأسلحة الأمريكية المتطورة.
وأمام وحشية النظم القمعية والاستعمارية للمسلمين خاصة النساء والأطفال والتي اشتدت وتجاوزت كل الخطوط الحمراء خاصة في الفترة الأخيرة .. ماذا ينتظر العرب والمجتمع الدولي لمواجهة هؤلاء الطغاة ..الذين يستخفون بدمائنا؟؟


إيمان الشرقاوي - 20/4/1433 هـ
 

  • 5
  • 0
  • 2,052

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً