النعمة بين الدوام والزوال

النعمة بين الدوام والزوال

(دراسة قرآنية موضوعية)

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّه لاَ تُحْصُوھَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾

وقع اختياري في هذا البحث الذي قمت بكتابته بعد الاستخارة والاستشارة على موضوع هام ، وجدير بالبحث والتأمل والكتابة. وهو ( النعمة بين الدوام والزوال ) لأتناوله تناولاً موضوعياً . ولقد عرض القرآن الكريم هذا الموضوع عرضاً رائعاً استعرض فيه أصنافاً وألواناً من النعم لا حد لها ، وحثنا على القيام بشكرها ، وأبان لنا عن أسباب دوام هذه النعم ، وأسباب زوالها . وأخبرنا أن الإنسان لا يستطيع أن . " يحصي هذه النعم ولا أن يعرفها كلها . قال تعالى: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) سورة إبراهيم " ٣٤

وإن كثرة النعم تدل على عظيم عناية الله تعالى ، ورحمته بالإنسان . إذ سخر له كل ما في السماوات والأرض ، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة .

لذلك كان عرض هذه النعم من أعظم ما يربط الإنسان بربه ، ويشعره بهذه العناية والرحمة . وإن شكر هذه النعم والإقرار بها ونسبتها لصاحبها وواهبها يجعل الإنسان دائم الصلة بربه . لذلك يعرض هذا البحث لجانب من هذه النعم ويصوغها في موضوع واحد متكامل . يعرض فيه الباحث لحقيقة النعمة ، وخصائصها ، ومعانيها من خلال الآيات المشتملة على ذكر النعمة محرراً مواطن الخلاف مع الترجيح ما أمكن ، وأهم وأعظم نعم الله على الإنسان ، ولأهم أسباب دوام النعمة ، وأهم أسباب زوالها . ويعرض هذا البحث نماذج من القرآن الكريم لأقوام وأنبياء أدوا حق النعمة بالشكر والذكر والإقرار فأدام الله عليهم النعمة في الدنيا والآخرة .

ولنماذج لم تحافظ على النعمة ولم تؤد حقها بل كفرت بها ، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف ، وأصناف البلاء والهلاك والعذاب ، ثم يعرض الباحث في نهاية البحث لثمرات وآثار شكر النعمة وأداء حقها على الفرد والمجتمع ، وكذلك لآثار الكفر بهذه النعم على الفرد والمجتمع ، ومواضيع أخرى سيأتي أوان الحديث عنها بالتفصيل في ثنايا هذا البحث إن شاء الله تعالى .

ومن خلال نظرة سريعة في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ألفيت عدداً كبيراً من الآيات الكريمة زاد على المائة وخمسين آية في كتاب الله مما له علاقة بموضوع البحث ، مما يعطي البحث بعداً شمولياً ويظهره في ثوب جديد .