أختي المراهقة ورسائلها مع الشباب

منذ 2014-05-16
السؤال:

نحن عائلةٌ نعيش في الخارج، تُوُفِّي والدي مِن 4 سنوات تقريبًا، وبعد الوفاة انتقلْنا للعيش في بلدنا.

لي أخت عمرها 16 عامًا، تدرس في مدرسةٍ مختلطة، وفيها نسبةٌ كبيرةٌ مِن أصحاب الديانة النصرانية، وللأسف تأثرتْ أختي كثيرًا بجَوِّ المدرسة الجديد، وأصبحتْ تهتم بما تهتم به الفتيات!

والدتي -حفظها الله- ليستْ مِن النوع الواعي بأمور التربية الحديثة؛ مِن مُراقبةٍ جيدةٍ للهاتف والكمبيوتر، ولا تعرف في أمور التكنولوجيا الكثير؛ فلذلك رأيتُ أن أقومَ أنا بمُراقَبة أختي.

بدأتُ أقرأ رسائل الهاتف والفيس بوك، واكتشفتُ أنها تُحادث الأولاد في مدرستها بحُكم الزمالة، وأن لديها الكثيرَ مِن الصديقات اللاتي يُصاحِبْنَ الأولاد، ويقعْنَ في الحب.

اكتشفتُ أيضًا أنها صاحَبَتْ زميلًا لها، وأن بينهما قصةَ حب، وما إلى ذلك مِن أمور المراهقة، ولا أعرف ماذا أفعل؟

لم أخبرْ أحدًا بهذا الأمر، وأصبحت أُراقب تصرُّفاتها، وحاولتُ التقرُّب منها ومُصادقتها لعلها تخبرني هي من نفسها، ولكن -للأسف- لم تخبرني.

ومِن مراقبتي لها عرفتُ أنها تخرج مع زميلها، لكنهما لا يفعلان أكثر مِن التحدث.

فأخبروني ماذا أفعل؟ وكيف أمنعها بحيث لا تزيد إصرارًا أو عنادًا؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:

فشكَر اللهُ لك -أيها الأخ الكريم- حِرْصك على صلاح أختك، والسعي في صيانتِها.

أما أختُك فهي بحاجةٍ لمن يأخُذ بِيَدِها، ويُعينها على نفسِها الأمَّارة بالسوء، ولا تترك فريسةً سهلةً للشيطان ولِقُرناء السوء، فخُذ الأمر بجِدٍّ وحَزْمٍ، وصارِحْها بكلِّ ما عرفتَه عنها، وأخبرْ والدتك بالحقيقة كاملةً؛ لتتعاون معك على إنقاذ أختك؛ بقَطْع علاقتها فورًا، ولا تكفّ عنْ مُراقبتها، ولكن لأكونَ صادقًا معك: لا بد مِن مُغادرتها لتلك المدرسة، وإبعادها عن تلك الفِتَن؛ فأنتم مسؤولون عنها؛ ففي الصحيحين، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، الإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجلُ راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيته، والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولةٌ عن رعيتها، والخادمُ راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته» قال: -وحسبتُ أن قد قال-: «والرجلُ راعٍ في مال أبيه، ومسؤولٌ عن رعيته، وكلكم راعٍ، ومسؤولٌ عن رعيته».

واحرصوا على تذكيرها بالله وأحوالِ الآخرة، ويمكن أن تأخذوا منها الهاتف لبعض الوقت؛ حتى تبتعدَ عن هذا الجوِّ، ولا بد أن تقومَ أمُّك بدورها في تربية أختك، والأخْذِ على يديها، ولا تتركها لنفسها والشيطان؛ فالأمُّ أقدَرُ على التعامل مع ابنتها، ولتمنعها مِن الخروج إلى الدراسة إن لَزِم الأمر، ولا بد أن تلمسَ منكم الجد في هذا، ولا تترددْ في تنفيذ نصائحنا، ولا تتركوها على هواها، كما لا تترددوا بعد اتخاذ هذه الوسائل في ردْعِها، وزَجْرها عن العلاقة بالأولاد، واحرصوا على أن تكونَ المدرسة التي ستنتقل إليها بعيدةً عن الاختلاط، وحاولوا ربطها بفتياتٍ صالحاتٍ؛ فالصاحبُ ساحبٌ، والمرء على دين خليله - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك - وهذه الصحبةُ في أحيان كثيرةٍ تكون سببًا للحفظ والصيانة لهذا الإنسان مِن الوقوع في الزَّلَّات والأخطاء.

كما يتعين عليكم -أيضًا- منْعُها مِن استعمال وسائل الاتصال مُنفردةً، فإن ذلك من إعانة الشيطان عليها، فينبغي أن يكونَ استعمالها لهذه الأدوات في محضر آخرين في البيت.

نسأل الله تعالى أن يُصْلِحَ أختك، وأن يردها ردًّا إلى الصواب جميلًا، آمين.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 3
  • 1
  • 16,711

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً