في الغربة: كيف أحفظ ابني القرآن؟

منذ 2015-10-18

تسع نصائح تساعد الأم في حيرتها هل تحّفظ القرآن أولاً أم تعليم اللغة العربية للصغار في الغربة؟

السؤال:

أنا أم لطفلين والحمد لله وهما المهدي خمس سنوات ونصف، وآية ثلاث سنوات إلا ثلاثة أشهر. أحمد الله عز وجل على توجيهي دائمًا لحسن تربيتهما، والعمل على تحسين أسلوب معاملتي لهم دائمًا.

الآن وقد بلغ المهدي سن الخامسة والنصف بدأت بالتفكير في تعليمه القرآن حتى يكون جاهزًا لتأدية فريضة الصلاة حين يبلغ السابعة من عمره إن شاء الله تعالى.

المهدي طفل ذكي وكثير الحركة والفضول ولله الحمد، مما يجعله يتعلم أكثر فأكثر، أنا أحرص على التكلم معه دائما باللغة العربية حتى لا يفقدها وأحيانًا أجد معه صعوبة في ذلك، خصوصًا حين يعود من المدرسة وقد تكلم لمدة ساعتين ونصف مع أصدقائه والمعلمة باللغة الإنجليزية.

الآن وقد استقرَّت عنده اللغتين أريد تحفيظه القرآن وتعليمه اللغة العربية.

أفيدوني أفادكم الله في كيفية تعليمه، كيف أعلمه؟؟ كيف تكون طريقة تحفيظ القرآن؟ ولمدة كم ساعة كل يوم؟ وهل يجب أن أعلمه كل يوم أم مرتين في الأسبوع أم ماذا؟ هل يجب أن أحفظه القرآن أولاً أم أعلمه اللغة العربية أولاً؟ ما هو السن المفروض أن أبدأ تعليمه فيه؟؟

أعتذر عن الأسئلة الكثيرة، ولكن لا تتخيلوا كم نحتاج إلى مساعدتكم في الغربة، حيث ينقصنا الكثير من الأشياء التي تتعلق بديننا العظيم، ولكن نحمد الله على كل شيء فهو معنا أينما نذهب. وجزاكم الله كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الإجابة:

نبدأ ردّنا على أسئلتك بالرد على السؤال الأخير، وهو السن المفروض أن يبدأ تعليمه فيه ونقول:
إن سن ابنك الآن هو من أنسب الأعمار التي يتم فيها تعليم الطفل ذلك؛ لأن النمو اللغوي في هذه المرحلة يعتبر أسرع تحصيلاً وتعبيرًا وفهماً، فالتعبير اللغوي يتجه نحو الوضوح ودقة التعبير والفهم.

 

والطفل خلال هذه المرحلة يتمكن من اكتساب ما يقرب من خمسين مفهومًا جديدًا كل شهر وبذلك يضيف هذه الثروة الهائلة إلى محصوله اللفظي بما يساعده على الاتصال بالآخرين وفهمهم والتجاوب مع متطلبات الحياة الاجتماعية.

 

ولأن القرآن نزل بلغة العرب (اللغة العربية) وبلسان عربي مبين فلا أجد ما يمنع أن نعلمه العربية بالقرآن وبالطبع نعلمه القرآن بالعربية؛ لأنهما خطوتان متلازمتان ومتوازيتان يسيران معًا؛ فهو يحفظ القرآن ويتعلم العربية في ذات الوقت.

 

ويفضل سيدتي أن تضعي له برنامجًا لتحفيظ القرآن ولذا أنصحك بـ:
1- التبسيط في التحفيظ بأن تبدئي معه من السور الصغيرة بداية بسورة الفاتحة، ومرورًا بالإخلاص والفلق والناس وهكذا.

2- التقليل من عدد الآيات التي يحفظها في المرة الواحدة حتى لو أحسست أنه يمكن أن يحفظ أكثر وأكثر، فلتكتفي في المرة الواحدة بآيتين أو ثلاث وثبتيها عنده، وتكتفين في ذلك بثلاث مرات في الإسبوع على أن تكون الأيام الأخرى التي لا يحفظ فيها جديدًا فرصة لتكرار ما حفظه في المرة السابقة وهكذا.

3- أما إذا كانت ظروف اليوم لديك مناسبة فلا مانع من أن تحفظيه يوميًا القرآن من خلال جلسة يومية ولكن لتكتفي إن استقررت على أن يكون الحفظ يوميًا بآية واحدة يوميًا ولتساعديه على تكرارها بين كل وقت وآخر على مدار اليوم.

وشخصيًا أميل سيدتي طالما أنك أنت التي تحفظينه وأنت معه على مدار اليوم أن تعتمدي معه الحفظ اليومي (آية في اليوم) دون أن تظني أنها قليلة إلى أن يحفظ قدرُا لا بأس به، ثم زيدي عدد الآيات إلى عدد أكثر وقتها يكون ابنك المهدي تمكن من اللغة العربية.

4- وأن تحدثيه عن تفسير مبسط للآية وحول أسباب النزول سواء بموقف أو قصة أو حدث لها، وكل هذا يتم باللغة العربية أثناء تحفيظه والحديث معه حول تلك الآية.

5- اعتمدي معه أسلوب التشجيع والتحفيز والمكافأة، كلما أنجز سورة كاملة.

6- كما يمكن سيدتي أن تنوعي في أسلوب تحفيظك لابنك القرآن؛ فمرة بالتلقين ومرة من سماع الآية من شريط كاسيت أو أسطوانة كمبيوتر أو على فضائية ما، أو من خلال أن تبدئي بحكاية تتعلق بالآية وتعبر عنها ثم تقولين له الآية مع التذكير، كذلك بتنويع مكان الحفظ وطريقة الجلوس لكي يجد الطفل كل مرة جديدًا يجذبه ويشوقه لجلسة الحفظ.

7- عمل حفلة عائلية كلما انتهى من كم ما من السور، وتعريفه أن حفلنا هذا بسبب ما أنجزت وتقديم الهدايا له والتهنئة بالقبلات الحارة له والمشاعر الفياضة.

8- يمكن كلما تأثر بقصة قرآنية أن تطلبي منه رسمًا ما يعبر به عما تأثر به، أو اطلبي منه أسلوبًا يختاره هو يعبر به عما تأثر به.

9- وننصحك كذلك أم المهدي أن تطلعي على خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها طفلك الآن، وهي مرحلة الطفولة المبكرة لكي تتعاملي معه بطريقة صحيحة تتناسب مع ما يتميز به من خصائص عمرية وستجدين ذلك على صفحة معا نربي أبناءنا.

بالطبع سيدتي حتى لا ننسى أخته الصغيرة فإن ما قلناه ينطبق عليها كذلك حين تتعاملين معها، سواء في تعليمها اللغة العربية أو تحفيظها القرآن.

بورك لك فيهما وجعل الله كلاهما قرة عينك. ونسأل الله أن ينير قلوبكم جميعًا بالقرآن،ويكون لكم نور الدنيا والآخرة، ولا تنسونا من صالح دعائكم.

المستشار: أ. محمود سعيد المهدي.

  • 6
  • 0
  • 17,584

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً