زوجي يريدني سحاقية!

منذ 2017-10-06

سيدة متزوجة ولديها أولادٌ، طلب منها زوجها أن تكون سُحاقية، سايَرَتْهُ في بداية الأمر حتى تعرفَ هل هو يمزح أو جادٌّ في الأمر! حتى تطور الأمر بعد الزواج وبدأ يعرض عليها مشاهدة الأفلام والتعرُّف إلى فتيات لممارسة الشذوذ!

السؤال:

أنا امرأة مُتزوجة، ولديَّ ثلاثة أطفال، مشكلتي بدأتْ منذ أنْ صارَحني زوجي في فترة الخطوبة بأنه يُحِبُّ أن أكونَ سحاقية، وصارحني بأنه كان يمارس اللواط قديمًا!

في بداية الأمر سايرتُه في كلامه؛ لأعرف هل يقصد هذا الكلام أو يمزح؟ فأخبرتُه أني بالفعل كذلك!

بعد الزواج استمررتُ في هذه التمثيلية، وأخبرتُه أكثر مِن مرة أني سُحاقية، وكان يَعرِض عليَّ أن أتعرَّفَ إلى فتيات شاذات، لكنني كنتُ أتَحَجَّج وأُغَيِّر الموضوع!

كان يريني الأفلام الخليعة، مع العلم أنني كنتُ أتألَّمُ نفسيًّا، ولم أصارحْه إلى الآن أنني لستُ سُحاقية.

والحمد لله منذ عام قَوِيَتْ علاقتي بربي، وكرهتُ زوجي كرهًا شديدًا.

فأرجو أن تفيدوني وترشدوني للصواب، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالحمدُ لله الذي مَنَّ عليك بالتوبة، وإن كان مِن تَمام توبتك تَبْرِئةُ نفسك أمام زوجك وإخباره بالحقيقة، وأنك والحمد لله لستِ شاذَّة، وأنَّ ما دفعك لهذا هو مُجاراته... إلى آخر ما ذكرتِه لنا.

وإن كنتُ مُتعجِّبًا من تلبيس الشيطان عليك، فتتهمين نفسك بتلك الفعْلَة الشنيعة المنكرة، لكن الحمدُ لله الذي بَصَّرك بالحقِّ، ولتأْخُذي العبرةَ في المستقبل، فكلُّ معصية في الوجود تبدأ بخطرة شيطانية، ثم تتحوَّل لفكرة وشهوة، حتى تصبحَ إرادة جازمةً، فيقع الإنسانُ في المحظور والحرام والشذوذ، فمِن الخيالات الجنسية، إلى مشاهدة الأفلام المُنْحَرِفة، حتى يهون أمر الفاحشة، ويقع الإنسان فيما هو أبشع - عافانا الله وإياك.

فاستعيني بالله، وقوي صلتك به بالمُواظَبة على فِعل الفرائض، وأكْثِري من الطاعات والضراعة واللجوء إلى الله؛ فهو الهادي وهو النصير، {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} [الفرقان: 31]، فكلُّ علمٍ فلا بد له من هداية، وكل عملٍ لا بد له من قوة، ولا تَحَوُّل عن المعصية ولا قوة على الطاعة إلا بالله، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه.

أما كيف تتصرفين مع زوجك:

فابدئي بمُصارحته بما تنقمين عليه، وأنك لم تَعُودي قادرةً على التحمُّل، وأن تَماديه في الحرام سيَعود على البيت والأولاد بالضرَر البالغ، وأنه يجب عليه التوبة النَّصوح والإقلاع عن الحرام، وأنَّ بَقاءك معه مَرْهُونٌ بتوبته، وأن هذا أمرٌ يحتاج منكما للقوة والصبر، ومجاهَدة النفس، ومُراقَبة الله تعالى، وطلَب العون منه سبحانه.

والله أسأل أن يُصْلِح زوجك، وأن يمدَّك بمددٍ مِنْ عنده.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 12
  • 5
  • 26,649

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً