العمل في نشر كتب المنحرفين وأهل الضلال

منذ 2018-02-07

فتاة تعمل في شركة تُحَوِّل الكتب والمخطوطات العربية إلى نصوص مكتوبة على الحاسب، وتسأل عن حُكم العمل في نَشْر كتب أهل البِدَع المحتوية على المخالفات العقدية.

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعمل في شركةٍ تقوم بتحويل الكُتُب والمخطوطات العربية القديمة إلى صورٍ رقميةٍ (نصوص مكتوبة على الحاسب)، ثم إرسالها إلى مكتبات غربية.

ومن الكُتُب التي عملتُ عليها كتاب: "شفاء العليل ترجمة قول الجميل"، وكتاب: "سواطع الإلهام"، وكتاب: "الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر"؛ للشَّعراني.

وسؤالي: ما رأيكم في نَشْر هذه الكُتُب إذ تحتوي على بعض المخالفات العقدية لمنهج أهل السنة؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالكتبُ التي ذكرتِ أسماءها أيتها الأخت الكريمة هي كُتُب ضلال وكفر صريح، كما سنبين لك؛ فلا يجوز نشرُها ولا المساعدة عليه لما فيه مِن المعاونة على الحرام.

والواجب على المسلم كفُّ نفسه عن الحرام، وإعانة غيره على تركه، لا على الوقوع فيه؛ كما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

ولا يَخْفَى على مثلك انتشار الأميَّة الثقافية والدينية بين كثيرٍ مِن المسلمين، حتى بَيْن المتعلمين منهم، وتلك كتبُ ضلالٍ لا يجوز اقتناؤها إلا لكامل الأهليَّة، متضلع في العلوم الشرعية؛ ليُحذِّر مما فيها من طوامَّ، ثم يُرشِد غيرَه لمواضع الزَّيْغ.

أما غيره فلا يُعانُ على ذلك؛ حتى لا تُشَوَّشَ عليه عقيدته، ويتعرض للمحنة، وتقع الشُّبهات في قلبه، وقد نصَّ كثير من أهل العلم على حرمة نظرِ عامَّة الناس في كتب الضلال أو اقتنائها؛ سدًّا للذريعة، وخشية من وقوع الفساد.

أما كتاب: "شفاء العليل ترجمة قول الجميل"، فهو أَحَد كُتُب الطريقة النقشبنديَّة، وهي طريقة صوفيَّة مُبتدَعة، وينبغي الحذرُ منها ومن مخالفاتها العقديَّة وبِدَعها التي تخالِفُ الكتابَ والسنَّة، ويكفي أن تعرفي أنهم يعتقدون أن مَن لَم يسلك طريقتَهم فهو على خطرٍ من دينه، وأن الصِّلة بالله إنما تحصُل بوضع صورة الشيخ في مُخيِّلة المريد، وبين عينَيْه عند ذِكْر الله، وأن روح الإنسان لها شبه بالله، تعالى الله عما يقولون! كما أنهم يدَّعون لمشايخهم علْمَ الغيب، ويستغيثون بهم، إلى غير ذلك من ضلالاتهم الكثيرة.

أما كتابُ: "سواطع الإلهام" فليس له قيمة علمية، ومؤلفه أبو الفيض فيضي الهندي، وهو رافضيٌّ مُلحِد، وسمَّاه تفسيرًا للقرآن الكريم، كتبه على مذهب الشيعة الاثني عشرية، لم يَستعمِل مِن الحروف المهملة غير المنقوط، وقال القنوجي في أبجد العلوم (ص: 698): كان معروفًا بانحلال العقائد، وسوء التدين، والإلحاد، والزندقة، نعوذ بالله منها. ا.هـ.

وكان وزيرًا لجلال الدين أكبر الحاكم المغولي، وأغرَى جلال أكبر بالارتدادِ عن الإسلام، وزيَّن له إظهارَ دين جديد سمَّياه: "الأكبرية".

أما كتاب: "الكبريت الأحمر من علوم الشيخ الأكبر"، فإن الشَّعراني اختصره من كتاب الفتوحات المكيَّة لابن العربي في كتاب سمَّاه: "لواقح الأنوار القدسية المنتقاة من الفتوحات المكية"، ثم لخَّصه في الكبريت الأحمر.

وهما من غلاة الصوفية، الذين يقولون: إن وجود الله عَيْنُ وجود المخلوقات، فالموجودُ واحدٌ، وهو اللهُ واجب الوجود الأزلي عين المخلوقات، فكلُّ شيء هو الله، واختلاف الموجودات هو اختلاف في الصوَر والصفات مع توحد في الذات، كما يقولُه ابن عربي، وابن سَبعين، والقُونَوي، والتِّلْمِساني، وابن الفارض، وغيرهم، وهو الأصلُ في القول بوحدة الأديان، وإسقاط التكاليف.

إذا تقرَّر ما ذكرناه لك أيتها الأخت الكريمة فلا بأس أن تستمرِّي في ذلك العمَل؛ شريطةَ ألا تُشاركي في نشْر الكُتُب التي تكلَّمنا عنها، وغيرها من كُتُب الضَّلال.

وفَّقكِ الله لكلِّ خير، وألْهمك رشدَكِ، وأعاذك مِن شرِّ نفسك.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 5
  • 2
  • 23,489

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً