كيفية دراسة علم الرجال

منذ 2018-03-18

يُستحسن بعد هذا أن يعرض طالب العلم عددًا من الأحاديث التي يقوم بدراسة أسانيدها والحكم على رجالها، على بعض المتخصصين البارعين في علم الحديث، لتقويم ما يكون في بحثه من خلل يستفيد منه في المرات القادمة.

السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:

نستشيركم في كيفية دراسة علم الرجال، أو أن هناك لكل طبقة من طبقات الإسناد كتباً معينة لذلك.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى أعلم أن للعالم فضلاً كبيراً في اختصار هذا العلم، إلا أنني لم أجد على الإنترنت محاضرات لهذا العلم بصورة منهجية، في الوقت الذي يتعذر عليَّ حضور مجلس خاص لأي من العلماء.

هل نبدأ بكتب مثل: تهذيب التهذيب، وتهذيب الكمال، وغيرهما كالضعفاء مثلاً.

فهلا دللتموني على الطريق لعلِّي أختصر بذلك الطريق إلى الجنة إن شاء الله.

و لكم الأجر والفضل بإذن الله

الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وردنا سؤالك الذي تسأل فيه عن كيفية دراسة علم الرجال.

 

فأقول: إن علم الرجال يحتاج إلى أمرين:

• الأمر الأول: الإحاطة الشاملة بهذا العلم نظريًّا من خلال كتب علوم الحديث؛ مثل: بأي شيء تُعرف العدالة؟ وبِمَ يُعرف الضبط؟ وما العمل حال تعارض الجرح والتعديل؟ وما الفرق بين الرواية والشهادة؟ وهل يُكتفى في الجرح والتعديل بواحد؟ وهل العبد والمرأة في هذا مثل غيرهما؟ ومن الذي يُقبل قوله في الجرح والتعديل؟.... وغير ذلك من القضايا المذكورة في هذا الموضوع.

 

• الأمر الثاني: القدرة على تطبيق تلك الدراسة النظرية على الرجال والأسانيد، وهذا لايتأتَّى إلا بطول الممارسة والمعاناة للأسانيد، وذلك عن طريق الإكثار من القراءة في كتب العلل؛ كالعلل لابن أبي حاتم، والدارقطني، وكتب التخاريج التي تُعنى بالحكم على الأحاديث؛ كنصب الراية للزيلعي، والبدر المنير لابن الملقن، وغيرهما.

 

ويُستحسن بعد هذا أن يعرض طالب العلم عددًا من الأحاديث التي يقوم بدراسة أسانيدها والحكم على رجالها، على بعض المتخصصين البارعين في علم الحديث، لتقويم ما يكون في بحثه من خلل يستفيد منه في المرات القادمة، فإن لم يجد أحدًا من أهل العلم يقرأ له، فليأخذ بعض الأحاديث التي سبقه إلى تخريجها والحكم عليها بعض الأئمة وأهل العلم بالحديث، ولا ينظر في تخريجهم وحكمهم إلا بعد فراغه هو من ذلك، ثم يقوم بالموازنة بين عمله وعملهم، ويُنظر في الفروق والأخطاء التي وقع فيها، ثم يُكرر هذا العمل مرات، وسيجد نفسه بعد هذا حصل على خير كثير.

سعد بن عبد الله الحميد

أستاذ الحديث بكلية التربية بجامعة الملك سعود

  • 5
  • 0
  • 19,986

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً