هل أترك الجامعة بسبب الفتن؟!

منذ 2018-10-16

الحقيقة أني تركت الكلية خوفاً من الفتن ذلك أني أعيش في بيئة غير إسلامية في عائلتي وبيئة غير إسلامية في الجامعة فأردت أقل الأضرار وحتى أتفرغ للعلم الشرعي وأتعلم حرفة لأكون بعيداً أكثر ما يمكن من الفتن والشبهات!! هل أنا مخطئ في تفكيري!!

السؤال:

كنت متفوق في دراستي حتى أخذت شهادة الثانوية العامة (بكالوريا) بتميز ولكن عندما ذهبت إلى الجامعة الحقيقة كثرت على الفتن والفجور من كل زاوية في مكان دراستي وحتى اصدقائي الذين نحسبهم ملتزمين هم مثلي في حاجة إلى من يعظهم لكثرة الفتن في الخارج والداخل.

المهم أردت أن أدرس في أجواء فيها شباب تحب الكفاح ولا يخفى عنها أخبار أمتها إلا أني وجدت الشباب معظمهم من المخنثين وقليلٌ هم الرجال إلا ما رحم ربي.

الحقيقة أني تركت الكلية خوفاً من الفتن ذلك أني أعيش في بيئة غير إسلامية في عائلتي وبيئة غير إسلامية في الجامعة فأردت أقل الأضرار وحتى أتفرغ للعلم الشرعي وأتعلم حرفة لأكون بعيداً أكثر ما يمكن من الفتن والشبهات!! هل أنا مخطئ في تفكيري!!

وهل أستطيع بدون الدراسة أن أضع بصمة في حياتي لهذا الدين وهل بمستوى حرفي أستطيع أن أبقي أثراً بعد مماتي فيه خدمة لديني! أرجو أن تجيبونني وأنتم متفهمين هذه الوضعية وبارك الله فيكم

الإجابة:

شكراً لك على غيرتك وتدينك.. ونعتقد بأن قرارك بترك الكلية كان مبكراً..السؤال الذي يمكن أن نطرحه

عليك.. ماذا قدمت في الجامعة للتخفيف من هذه المشكلة..؟

كن جزءا من الحل.. وليس جزءاً من المشكلة.. لماذا لا تكون شمعة للخير في الكلية بدلا من أن تكون سلبياً وتنسحب من الكلية.. كن إيجابياً ونبراس خير في الكلية بين زملائك من خلال الالتزام والقدوة الحسنة والنموذج المثالي للمسلم الذي يتعاطى من المستجدات والانفتاح بطريقة مناسبة.. بسلوكك الطيب مع زملائك ودماثة خلقك لها بالغ الأثر دون أن تشعر على كل زملائك وكل من يتعامل معك.. الانسحاب من المشكلة لا يساهم في حلها.. بل لا بد من مواجهة المشكلة بطريقة مناسبة حتى نحلها.. مع الاستعانة بالله تعالى وكل الزملاء الطيبون للتعاون معاً والتخفيف من حدة الشر.. ومن خلال خبرتنا ما يسود في الجامعة هو غفلة ولدى معظم الطلاب قابلية عالية للالتزام والتدين.. فكن مفتاحا للخير في هذا الجانب.

وتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على آذاهم»  (فتح الباري لابن حجر: 10/528)، لا شك أنك ستتعب وستجد مواجهات ولكنك بإذن الله ستحقق مكاسب، قد يكون أقل ما فيها هو أنك تحولت من خانة الدفاع إلى خانة الهجوم..

 

قد يكون من المهم جداً لك ان تبحث عن شخص أو اثنين من أفضل زملائك بحيث يكونوا قريبين منك، فيعين بعضكم بعضاً، ثم تفكروا فيما يمكن أن تقدموه لبقية زملائكم..

 

وأخيراً أخي الحبيب.. لا شك أن الأمر فيه صعوبة بالغة، ولكن الحياة كلها قائمة على الفتنة..

(ألم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا فتنون. فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)..

وفقك الله وسدد خطاك

  • 2
  • 1
  • 20,434

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً