هل يحل للزوج أن يسأل عن ماضي زوجته؟

منذ 2020-09-08

زوجةٌ كانت لها علاقة سابقة، يُلح عليها زوجُها لمعرفة تفاصيل تلك العلاقة السابقة، وتسأل: ماذا تفعل؟

السؤال:

تقدم إليَّ شابٌّ من عائلتي بعد أن كلَّم أمه للحديث معي فترةً قبل الخِطبة، وذات يوم - قَبْلَ الخِطبة - خرجنا معًا في السيارة، وأخذني إلى الفندق، وقام بتقبيلي والملامسة فوق الملابس رغمًا عني، ثم تركني، فانهارت حياتي بعدها.

 

كان ابن عمه يعلم بالعلاقة، لكن لا يعلم التفاصيل، فتقدم لخِطبتي وتزوَّجنا، وهو اليوم يريد معرفة تفاصيل العلاقة السابقة، وقد حلفت له على المصحف كذبًا، فهل أنا عُرضة للفضيحة؛ لأنني عصيت الله لَمَّا ذهبت إلى الفندق، وكذا عندما حلَفت كذبًا؟ أشعر أنني رخيصة؛ لأنني خنتُ زوجي منذ البداية عند زواجي به، ماذا أفعل؟ فأنا لا يمكنني إنهاء العلاقة؛ لأن طلاقي سيكون فضيحة، وأيضًا البقاء معه يشعرني بأنه سيأتي يوم محقَّق للفضيحة، ماذا أفعل؟

الإجابة:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:

فأولًا: مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لكِ الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.

 

ثانيًا: لا شك في خطأ ما فعلتِهِ مع هذا الشاب الأول من التساهل في الحديث والخروج والخلوة، وعليكِ التوبة من هذا، وكثرة الأعمال الصالحة والندم، وعدم العودة لهذا بفكرٍ أو خاطرٍ.

 

ثالثًا: ليس من حق الزوج سؤال الزوجة أو المخطوبة عن ماضيها، ومن حق الزوجة عدم إخباره شرعًا، وإذا أصرَّ عليها لها أن تواريَ؛ أي: تذكر ما يظنه هو الواقع، وبهذا يُعلم أن المرأة لا تخبر خاطبها أو زوجها بشيء من معاصيها، ولو سألها، فإنها لا تُخبره، وتستعمل المعاريض والتورية، وهي الكلام الذي يفهم منه السامع معنًى خلاف ما يريد المتكلم؛ كأن تقول: لم يكن لي علاقة بأحد، وتقصد لم يكن لي علاقة بأحد قبل يوم أو يومين، ونحو هذا.

 

وليحذَرِ الأزواج من هذا الخلق الذميم، وهو البحث والتنقيب والتفتيش عن ماضي الزوجات، فما دام وُفِّقَ لاختيار ذات الدين والخلق، فلا يفتِّش في ماضيها، ولا يسألها عن معاصيها، وتستر المرأة على نفسها، ولا تكشف ستر الله عليها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

 

وليحذرِ الأزواج من خطوات الشيطان ووسوسته، فمن سعيه التحريش بين الناس لإفساد ما بينهم من وُدٍّ، ولا سيما البيوت الهادئة المستقرة، فإن ذلك مخالف لما يحبه الله تعالى من الستر، مع ما فيه من إثارة الشك، وتكدير الخاطر، وتشويش البال، والإنسان في غنًى عن ذلك كله.

 

فالنصيحة لكِ أيتها الأخت الفاضلة أن تستمري على قولكِ، وإذا عاد زوجكِ وطلب منكِ الحلف، فلا بأس، وانوي بحلفكِ عدم القيام بأي علاقة من أول زواجكِ ومعرفتكِ بزوجكِ، ولا تخبريه بحقيقة العلاقة بينكِ وبين الشاب الأول، وحافظي على بيتكِ.

 

والنصيحة للأزواج: اتقوا الله في أُسَرِكم، واعلموا أنه لا يحل لكم طلب ذلك من نسائكم، ولا تغتروا بأنفسكم أن ذلك لن يؤثر على حياتكم الزوجية، والذي يخصكم من وقت ارتباطكم بزوجاتكم، ولا تفتحوا للشيطان بابًا يفسد من خلاله بينكم، وليعقل الأزواج المفْسَدةَ العظيمة من وراء هذا السؤال؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101].

 

هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  • 16
  • 4
  • 18,408

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً