لا أحس بعاطفة تجاه خطيبي

منذ 2020-11-19

فتاة خُطبت مرتين في السابق، وفي المرة الثالثة قبِلت شخصًا تقول أنه ليس المواصفات التي كانت قد رسمتها في ذهنها إلا القليل، لكنها رضيت به، وهو يحبها كثيرًا، لكنها تشعر بتبلُّد في المشاعر تجاهه؛ لذا فإنها مع كل خلاف ولو كان يسيرًا، تتأثر نفسيًّا بشدة، وهي تجبر نفسها على أن تكمل معه، وتسأل: ما السبب في تأثرها النفسي هذا؟

السؤال:

أنا فتاة في جامعية، كنت قد خُطبت إلى مهندس واستمرت خِطبتنا سنتين، لكنَّ الله لم يُقدِّر لنا الاستمرار، ثم خُطبت بعدها لشخص حاصل على كلية، لكنه لم يكمل معي، فلم تستمر خِطبتنا إلا شهرين، وها أنا قد خُطبت مجددًا منذ سبعة أشهر تقريبًا، لشخص حاصل على دبلوم، ليس به من المواصفات التي كنت قد رسمتها في شريك حياتي إلا القليل، لكنني وافقت عليه ورضيت به، وكنت سعيدة جدًّا يوم الرؤية، وقلت: لا يهم شهادته، المهم الدين والخُلُق كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضَون دينه وخُلُقَهُ فزوِّجوه، إلا تفعلوا، تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»، ثم إنني بعد ذلك لم أُعد مرتاحة لهذا الشخص، رغم أنني صليت الاستخارة كثيرًا في هذا الشخص، وأصبحت مع كل خلاف ولو كان يسيرًا أتأثَّر نفسيًّا، ولا أُطيق صبرًا، وقد كنت أريد أشياءَ معينة في الشقة، ولم أستطع ذلك، فضغطت على نفسي، وقلت لنفسي: سأقبل أي شيء وسوف أعيش معه، لكنني أشعر بثِقَلٍ شديد فلا أستطيع أن أتحمَّل، لعل السبب هو التبلد في المشاعر الذي أصبحت عليه بعد أن خُطبت مرتين؛ لذا لا أريد أن أظلمه، فقد يكون السبب بداخلي من مشاكل وأحداث سابقة، كما أن خطيبي قليلًا ما يتكلم ولا يتصدى لحلِّ المشاكل، ومن ناحية أخرى هو يحبني جدًّا، لكني أريد أن أشعر بالأمان والراحة معه، ونحن ولله الحمد نحاول الابتعاد عن أي كلام محرم؛ كي يبارك الله لنا في زواجنا، هل سبب هذا الضغط النفسي إحساس بالنقص عندي، وتبلُّد المشاعر الذي أصابني من جرَّاء الأحداث السابقة، أو لأنني أشعر بشيء من الود من جانبه؛ لذا فسأقبل منه أي شيء ولو كان يسيرًا، ولن أنظر لأي ماديات؟ أرشدوني فأنا على وشك قراءة الفاتحة، وأخاف ألَّا أُكْمِلَ بعدها، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام على رسول الله، عليه أفضل الصلاة والسلام؛ أما بعد:

سيدتي الفاضلة، كل إنسان منا مُعرَّضٌ للضغوط والمشاكل في حياته، الفرق بيننا هو كيفية تقبُّلِنا، وردَّة فعلنا تجاه هذه المواقف، حسب شخصيته وتربيته وبيئته، ويجب ألَّا نسمح للظروف والمواقف الصعبة أن تؤثِّرَ علينا سلبًا، وتؤثر على طريقة حياتنا، وكما ذكرتِ في رسالتكِ أن خطيبكِ يحبُّكِ، والمشكلة في ردة فعلكِ تجاه كل تصرُّفٍ منه.

 

نصيحتي لكِ أن تعيدي حساباتكِ مع نفسكِ، وترتِّبي أولوياتكِ ورغباتكِ، ولا تحاولي أن تضغطي على نفسكِ من الآن في حياة لا تجدين فيها الأمان.

 

بعد أن تعيدي ترتيب حساباتكِ، وتفرِّغي نفسكِ من كل الضغوط والمشاكل، وبعد أن يصبح ذهنُكِ صافيًا جدًّا - أعيدي تقييم علاقتكِ بخطيبكِ.

 

استعيني بمرشد شخصي؛ لكي يساعدكِ في ترتيب أفكاركِ وإعادة تقييم حياتكِ.

أعانكِ الله، وسدَّد خُطاكِ.

  • 2
  • 0
  • 5,125

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً