صديقتي خانتني
فتاة تشكو خيانة صديقتها لها، وهي منذ عشر سنوات لا تستطيع تجاوز هذا الأمر، ولا تجاوز الأضرار النفسية التي وقعت لها، ولا تستطيع أن تكمل حياتها وهي على هذه الحال، وتسأل: ما الحل؟
- التصنيفات: استشارات نفسية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا أبلغ الخامسة والعشرين من العمر، وقبل عشر سنوات حدث لي موقف مع صديقة لي؛ فقد غدرت بي، وسبَّبت لي مشاكل كثيرة مع أهلي وصديقاتي بسبب كلامها ونفاقها، وإلى الآن أنا لا أستطيع تجاوز الصدمة والأضرار النفسية التي سبَّبها لي هذا الموقف، وأصبحت لا أثق بأي شخص، ومشاعري صارت مضطربة ومشوشة، وأصبحت أميل للعزلة والوحدة، وأشعر أن بيني وبين الناس عند جلوسي معهم مسافاتٍ كبيرة، وأشعر أيضًا بانعدام الثقة بالنفس، وهذا الأمر يظهر عليَّ أحيانًا، فأحزن على نفسي، وصارت جميع صداقاتي فاشلة؛ لأني لا أحب أن أستمر فيها، وأسعى لإنهائها سريعًا، أتمنى أن أجد حلًّا لهذا الأمر؛ لأنه من المستحيل أن أكمل حياتي وأنا على هذه الحال.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
اسمحي لي أن تكون الإجابة على شكل نقاط:
أولًا: السعادة تنبع من الداخل، وإذا أردتُ الراحة، فعليَّ أن أبنيَ علاقة جيدة مع نفسي أولًا.
ثانيًا: نخطئ في حق أنفسنا حين نحصر الراحة فقط بوجود الآخرين في حياتنا.
ثالثًا: كما أن للصحبة حقوقًا، فإن للنفس حقوقًا؛ ومن أهمها: عدم تحميلها مسؤولية الفشل، وتقبل وقوع الخطأ.
رابعًا: المبالغة في جلد الذات يجعل ثقتها مهتزة؛ فلا تنتج إلا مزيدًا من الأخطاء المتكررة.
خامسًا: استمرار أثر الصدمة لمدة عشر سنوات لا يعني بالضرورة عمقها وقوة أثرها، بل يعني في أكثر الحالات الاستسلام والوقوع في دوامة اليأس.
سادسًا: السلام الداخلي والراحة والطمأنينة مسؤوليةُ الإنسان وحده، ومتى ما فقد العزم على تحقيقها، فلن يستطيع أحد مساعدته.
سابعًا: المواقف المؤلمة في الحياة ينبغي ألَّا توقفنا عن ممارسة ما نحب، بل نتعلم الدرس ونستمر.
ثامنًا: ثقافة ترك مسافة آمنة في العلاقات تحمينا من الآثار العكسية لها.
تاسعًا: استحضار الفشل الذي وقع في الصداقة الأولى، والخوف منه في كل صداقة جديدة - يجعلكِ تفترضين السوء في الطرف الآخر، فتفشل الصداقة على الفور؛ لأنه لا أحدَ يحتمل مشاعر التخوين، فهي قاسية ومؤلمة.
عاشرًا: كلما كانت علاقات الإنسان جيدة، كان أقرب للصحة النفسية.
أحد عشر: العلاقات الجيدة ليست مقتصرة على الصداقات فقط، بل كل مَن يربطنا به تعاملٌ ضمن البيئة المحيطة.
سائلًا الله لكِ التوفيق والسداد، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.