أهداف علم النفس خاصة في الجانب التطبيقي

منذ 2017-04-27
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبعد:

فنعرف أن من الأهداف الأساسية لعلم النفس الفهم والتفسير والضبط والتحكم والتنبؤ، وهدف تطبيقي نفعي، فكيف يمكن أن نتحكم بالظواهر لتحقق لنا الفائدة ونتجنب الأضرار مع إسنادها بأمثلة وتقبلوا فائق احترامي وتقديري لكم ولجهودكم الخيرة.

الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك على هذا السؤال.

في حقيقة الأمر نريد أن نوضح لك ولكل الإخوة الذين يهتمون بهذا العلم، أن هدفنا من دراسة هذا العلم والتعمق

فيه؛ هو من أجل الكشف عن آيات الله تعالى وسننه في الإنسان، أي الكشف عن المبادئ والقوانين التي تنظم سلوك

الإنسان في الحياة وفق مشيئة الله تعالى ومعرفة المنهج الأمثل لحياته، مما يحقق لنا السعادة في الدنيا والآخرة،

ومعرفة أسباب انحراف الإنسان عن الحياة المثلى السوية مما يسبب له القلق والشقاء والمرض النفسي، وسوف

تجعلنا هذه المعرفة أقدر على فهم الإنسان، وأكثر فعالية في إرشاده وتوجيهه وتعديل سلوكه وتنظيم حياته.

 

وفيما يخص الهدف التطبيقي الذي سألت عنه فهو يتمثل في علم النفس التجريبي، حيث نستطيع القول أن جميع

موضوعات علم النفس التي تستخدم في دراستها مثل الإحساس والإدراك، والتعلم، والمليات المعرفية، والدافعية،

والظواهر الفسيولوجية، كما تشمل الميادين والاهتمامات التجريبية في فروع علم النفس الأخرى مثل سيكولوجية

النمو، وعلم النفس التربوي والقيادي، والإداري، والتنظيمي، والكلينيكي.

 

ونقول: إن الملاحظة باعتبارها جوهر العلم التجريبي الذي يحض عليه الإسلام فهي عملية تحليلية، والتحليل هنا لا

يكون إلا للخصائص أو الأفعال، فالأشخاص كالأشياء لا تعرف خصائصها وسماتها، فنحن عندما نصف البرتقالة

بأنها صفراء اللون، سكرية الطعم، كروية الشكل، لا يقضي على كيان البرتقالة ككل أو على وجودها المتميز

بذاته، وكذلك فإن وصف الشخص بأنه عدواني في انفعاله، متوسط في ذكائه، عملي في ميوله، محافظ في اتجاهاته

لا يؤدي إلى تجزئة الشخص أو القضاء على وجوده ككل.

 

والباحث النفسي هنا يشبه الفنان الذي يرسم الصورة، وهي عادةً ما تكون صورة لشخص غير محدد مقدماً،

يرسمها الفنان اعتماداً على السمات أو الصفات التي يشهد الشهود أنها تشبهه، ويتطلب هذا دقة في استخدام منهج

التحليل أولاً؛ ليزود الباحث مجموعة كافية من التفاصيل والأجزاء.

 

يبدأ الباحث أولاً بتحديد الجوانب للسلوك، وموضع الملاحظة مثل الإدراك والانفعال، والانبساط، ثم يضع الباحث

هذه الظروف موضع اهتمام، ويعد طرق القياس والتسجيل لهذا السلوك، بعد ذلك يمكنه معالجة هذا السلوك بطريقة

منتظمة، ويسمح له بتحديد تأثر المتغيرات ما يسمى بالمتغيرات التابعة والمستقلة، ثم يعمل الباحث عل تحليل

الإجراءات ووصفها، وبذلك يهيئ الفرصة لغيره من الباحثين للبحث أكثر في هذا السلوك.

أرجو أن أكون قد أوصلت لك الفكرة التي تريد الاستفسار حولها، وإذا أردت الاستفسار أكثر فنحن في خدمة

إخواننا من طلبة لعلم، وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

  • 1
  • 0
  • 5,240

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً