طفلي يبكي ويقول سببت والدي في سري!!

منذ 2017-07-18

بعض المواقف العابرة في حياة الأطفال تترك في أنفسهم رهبة حيال بعض القيم والمعتقدات الجديدة في حياتهم.

السؤال:

ابني عمره 8 سنوات، بدأ منذ شهر في البكاء كثيرًا، ويقول أنا سببت أمي أو أبي في سري، أو سببت الله في سري.

الإجابة:

الأب الكريم: حفظك الله وطفلك وسائر أحبتك من كلّ مكروه.

نقدّر لك اهتمامك بالحالة النّفسيّة لطفلك، ونؤكّد لك بأنّ بعض المواقف العابرة في حياة الأطفال تترك في أنفسهم رهبة حيال بعض القيم والمعتقدات الجديدة في حياتهم، وبما أنّ طفلك في عمر المدرسة فهو قادر على الانخراط في بيئة الأقران واكتساب الخبرات المعرفيّة الحديثة من خلال العلاقات التّربويّة؛ لذلك فلربّما يكون وصل إلى بعض الخبرات التي تركّز على قيمة الوالدين وتقوى الله –سبحانه-.

وقد يكون هناك بعض الخلل في أسلوب شرح المعلومات أو الخبرات التّربويّة كأنْ تكون وصلت لذهن طفلك بالتّرهيب؛ مما أثار خوفه وقلقه، وجعله كثير التّفكير بالأمر، لدرجة أنْ تسيطر عليه الأفكار والوساوس حول تلك القيم؛ مما أدخله في نوبة من تأنيب الضّمير أو الشّعور بالذّنب.

ومن الخصائص النّفسيّة للأطفال في عمر الثّامنة: سرعة الانفعال، والخوف والقلق المبالغ فيه، وفي ذلك مجرّد افتراضات تربويّة للحالة النّفسيّة الانفعاليّة التي يمر بها طفلك.

 

وعلى أيّة حال وأيّاً كانت الأسباب والدّوافع، ننصحك بالآتي:

أولاً: للتّعرّف على أسباب القلق والحالة النّفسيّة التي يمرّ بها طفلك والحدّ من تزايدها لا بد من:

  • الحوار مع طفلك والاستماع له، ومحاولة الاطلاع على ما يجول في خاطره، ومساعدته على كشف الغموض في الأفكار التي تدور في داخله.
  • طمأنته وتحقيق توازن عاطفي، ومساعدته في التّحكّم بالمزاج، وتوفير بيئة أسريّة آمنة، وإبعاده عن المشكلات الأسريّة؛ لأنّ مشاعر الأطفال الموصولة بالذنب أحياناً تعود لأساليب تربوية خاطئة أو ضغوط نفسيّة.
  • تأكيد العلاقة الوثيقة بين طفلك والوالدين، والتّأكيد له بأنّ الله يحبّه ويغفر له ويعلم بإيمانه، وحثه على التّعوذ بالله من الشّيطان، وقراءة سور القرآن التي يحفظها.

 

ثانياً: حاجة طفلك إلى توفير وسائل الرّعاية النّفسيّة لتفريغ المشاعر السّلبيّة وإحلال شعور الثّقة بالنّفس من خلال الأساليب التّالية:

  • تحديث بناء شخصيّة طفلك: بحيث يصبح أكثر قابليّة على استقبال الخبرات التّعليميّة والتّربويّة بصورةٍ ناضجة، وتنمية قدراته على التّكيّف مع الأساليب، وتحسين نظرته لذاته، ومساعدته على اكتشاف قدراته وإحساسه إيجاباً بنفسه، وتمكينه من التّعامل مع المشكلات وحلّها ذاتيّاً.
  • التّفريغ الانفعالي للتّخلّص من الضّغوط والشّعور بالذّنب: مساعدته في التّعبير عن ذاته وانفعالاته وتفريغ الصّراعات الدّاخليّة؛ للتّخلّص من مشاعر القلق والخوف.
  • فهم الأنا: مساعدة طفلك على فهم نفسه وأسباب شعوره بالذّنب، ودوافع مشكلته، وأسباب الحيل الدّفاعية، كالتبرير أو الكبت، فقد يشعر بكبت نتيجة إحساسه بالإخفاق في جوانب التّفاعل الاجتماعي أو التّقصير في حق الوالدين، أو الواجبات الدّينيّة التي يأملها لنفسه وتحقق له ارتياحاً وطمأنينة للتّخلّص مما يعانيه من شعور خفي بالذّنب في عقله الباطني.

وأخيراً: لا باس من متابعة الأخصّائي النّفسي في مدرسة طفلك؛ للبحث والتّعرف على حقيقة المشكلة ودراسة أسبابها عن قرب ومن خلال المقابلة المباشرة.

خالص التمنيّات بالتّوفيق والسّداد.

 

المستشار: أ.أميمة صوالحة

  • 1
  • 0
  • 4,982

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً