شهوة البطن أم كراهة التشريع؟

كنتُ قبل الالتزام آكل كثيرًا، وبعد أن التزمتُ وأصبحت أحضر دروس العلم، سمعت حديثًا للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنه ...» فأصبحت آكل قليلًا جدًّا، وعندما كنت أبحث حول الموضوع وعن مدى صحة الحديث، كنت أتمنى أن يكون الحديث ضعيفًا، وأحيانًا أتمنى أنني لم أسمع هذا الحديث؛ فأنا أريد أن آكل وأتلذذ بالطعام كسابق عهدي، ولما عرفت صحة الحديث، أصابني الذعر والخوف من أن أكون قد بغضت شيئًا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وتبتُ من فوري، علمًا بأنني أريد أن أتَّبع النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى يقين أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق، ومن ثَمَّ أصبحت آكل قليلًا، فتعجب أهلي من حالي، وأخذوا يقولون لي: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]، وعندها يأتيني هاجس بأن أفعل ما يقولون، فهل ما فعلته يُعَدُّ بغضًا لِما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم أو هو معصية؟ وجزاكم الله خيرًا.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:فهذا التفكير لا يُعد بغضًا لِما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو محبة شيء اعتدتَه؛ فالإنسان قد يحب شيئًا اعتاده، ويتمنى أنْ لو لم يتركه، مع أن هذا الشيء قد جاءت الشريعة بتركه؛ فإن كان هذا الشيء محرَّمًا، فمرتكبه يستحق الإثم، وإن كان ... أكمل القراءة

هل سأظلم زوجتي إذا طلقتها؟

أنا رجلٌ متزوج مِن امرأة ذات دينٍ وخُلُقٍ، مُثَقَّفة وتعمل، مِن عائلةٍ طيبةٍ جدًّا ومحترمة. رأيتُها قبل الزواج فأعجبتْني، وأرسلتُ لها خبرًا أني أريد التقدُّم لها، وتمت الخطبة، ثم الزواج، حدَث كلُّ ذلك بسرعةٍ، وكنتُ سعيدًا جدًّا بها؛ لأنها جميلة، ولكثرة المواصَفات الحسنة التي ذكرتها.

رأيتُها أول ليلة فنفرتُ منها، ولا أعرف ماذا حدَث؟! يراها الجميع جميلة وأنا لا أراها كذلك، ولا أشتهيها كزوجةٍ! كانتْ تُحاول التقرُّب مني في البداية، وكنتُ أنفر منها، لكن مع الوقت بدأتْ تَتَحَسَّس مِن ذلك، خاصة وأني لا أقترب منها كثيرًا، ولا أطيق وُجودها بجانبي!

لا تملأ عيني ولا تُشبع رغباتي الجنسية، ولا أشتهيها إلا نادرًا، مع العلم بأنَّ العلاقة الجنسيَّة بيننا كانتْ على ما يرام في البداية، وكنتُ أجبر نفسي على ذلك حتى لا أؤذيها، ولا أشكو مِن أي عيبٍ خلقي فيها، إلا أنها نحيفة مِن الجزء العلوي، وليس بها أي مشكلة خلْقية ولا خلُقية، وبالرغم مِن ذلك قررتُ أن أبعدَ عنها!

كانتْ تُحاول كثيرًا أن تُسعدني، وتفعل ما في وُسْعِها لتبدوَ جميلةً؛ فتلبس أفضل ما لديها، وتتجمَّل دائمًا بالعِطر، وتهتم بالنظافة إلى أبعد الحدود.

صارحتُها بالحقيقةِ التي أبكتْها كثيرًا؛ أخبرتُها بأني لم أحبَّها يومًا، ولا أشعر بشيءٍ تُجاهها إلا النفور والضيق!

لم أتعرَّفْ عليها كثيرًا قبل الزواج، وأشعر بأني تعجَّلْتُ في الزواج منها، أخبرتُها بذلك، لكنها طلبتْ مني أن نحاولَ مِن جديد، وستفعل كل ما تستطيع لتجعلني أحبها، لكنها للأسف لم تنجحْ!

طلبتُ منها أن نبتعدَ قليلًا، فتذهب عند أهلِها، فرفضتْ في البداية وأصرَّتْ على عدم الذَّهاب، وبالرغم مِن إصرارها على ذلك ورفْضِ أهلي الذين يحبونها كثيرًا أن تخرجَ مِن البيت، إلا أني أصررتُ على ذلك، فوافقتْ على مضضٍ!

عادتْ لبيت أهلِها، وافترقنا مدة، وقد فرحتُ وشعرتُ براحةٍ كبيرةٍ عندما خرجتْ من البيت!

رقيتُ نفسي، وذهبتُ لمعالجٍ، ولم أجدْ بي سحرًا أو حسدًا، وقررتُ أخيرًا أن ننفصلَ نهائيًّا، حاولتْ أن تُثنيني عن القرار، لكنني مُصِرٌّ على ذلك، وهي تقول إنني ظلمتُها، فهل أنا بالفعل ظلمتها؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:فإنا للهِ وإنا إليه راجعون، نعم أخي الكريم فأنتَ تظلم زوجتك بهذا التسرُّع العجيبِ في اتخاذ القرارات المصيرية؛ فقرارٌ كهذا له نتائجُ كارثيةٌ على زوجتك، وتنهدم به أسرتُك في مهْدِها - يتطلَّب منك تريثًا ومشاوراتٍ لأهل الخبرة ... أكمل القراءة

أختي في خطر

أنا شابَّةٌ في العِشْرين مِنْ عُمري، ولديَّ أختٌ في الثَّانويَّة نَتشارَك أنا وهي بِنَفْس جهازِ الحاسوب، وفي مرَّة أتَيْتُ لأتصفَّح النت بعدها، وعندما فتحتُ على الصَّفحة الرئيسيَّة، وبِالصُّدفة انتبهتُ على الصَّفحات الَّتي قامتْ بِتَصَفُّحِها وكانت كلّها لِمواقِع وصور تُخلّ بِالحياء، ومواقع يَصْعُب حتَّى عليَّ نطق الكلمة إلاّ أنَّ حاجتي في إيصال المعلومة كاملة لكُم تحدوني أن أقول: إنَّها مواقعُ جِنْسِيَّة للأسف، وهي في الثَّانويَّة صغيرة السّنّ، كِدْتُ أُجَنّ عندما رأيتُ ذلك لكن تَمالَكْتُ نفسي، ولم أواجِهْها أو أفضحها عند والدتي؛ لأني لا أريد إيذاءَها أريد أن تبتعد عن ذلك باقتناعٍ منها وخوفٍ من الله، ولا أستطيع مُواجَهتَها لحساسية الموضوع، ولعلمي أنها عند المواجهة ستترك ذلك فقط خوفًا منّي وأخاف أن تعود لذلك، لكن أريدُها أن تترك ذلك بإرادتِها وباقتناعٍ، والآنَ أكملتُ الأسبوع ولم أجد حلاًّ لِهذه المُشكلة فما رأيك أستاذي المُستشار؟ كيفَ أحل المشكلة وأنا حتى لا أملك السلطة لِمنْعها من دُخول الإنترنت؟

أنا متيقّنة بأن داخلها نظيفٌ وإما أنَّها تعرَّفت على هذه الأمور بمحض الصدفة أو عن طريق أحدٍ لا لِسوء تربيَتِها أو أخلاقها، فأنا أعرفُها وأخاف عليها فما العمل؟

أتمنَّى إرشادي للحلّ وبأسرع وقتٍ.

 

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:فالَّذي نراه مُناسبًا هو أنَّه لابدَّ لكِ من مُناقشةِ أُخْتِك في هذه المشكلة، وليس لكِ تَرْكُ هذه المناقشة لأيّ سببٍ من الأسباب؛ لأنَّ ذلِك يؤدّي إلى تفاقُم الأمر، واستِرْسال أُخْتِك في مثل هذه الأمور المحرمة والتي ... أكمل القراءة

ما معنى قول الشيخ؟

قال ابن القيم -رحمه الله- في بيان أنواع العشق: "وعشقٌ هو مقتٌ عند الله، وبُعدٌ من رحمته، وهو أضر شيءٍ على العبد في دينه ودنياه: وهو عشق المردان، فما ابتليَ به إلا مَن سقط مِن عين الله، وطرد عن بابه، وأبعد قلبه عنه، وهو من أعظم الحُجب القاطعة عن الله، كما قال بعض السلف: إذا سقط العبد مِن عين الله، ابتلاه بمحبة المردان، وهذه المحبة هي التي جلبت على قوم لوط ما جلبت، وما أوتوا إلا مِن هذا العشق، قال الله تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر:72] ". انتهى.

وسؤالي: أن من ابتلاه الله بهذا العشق، ولكن دافَعَهُ وجاهده، وصابر وتصبر، ولا ينظر إلى ما حرم الله، ولا يقرب هذه الفاحشة، فهل يسقط -أيضًا- من عين الله بمجرد الابتلاء فقط؟ أم قصد بعض السلف في قوله: إذا سقط العبد مِن عين الله، ابتلاه بمحبة المردان، قصده: عمل الفاحشة نفسها؟ وماذا أعد الله لمجاهد هذا البلاء من الأجر في الجنة؟ لأني لم أجد في الكتاب والسنة جزاءه، والله لا يضيع أجر المحسنين، وهل يعد صاحب هذا البلاء إذا جاهده من الصابرين، ومن الذين إذا أحبهم الله ابتلاهم؟

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:فالظاهر من كلام ابن القيم -رحمه الله- أنه يقصد من ابتُلِيَ بعشق المردان، وتمادى في الأمر، ولم يجاهد نفسه حتى وقع في الفاحشة، أو مقدماتها، أو عزم على فعلها ولكنه عجز عن إتمام مراده، فهذا هو المؤاخذ باتفاق ... أكمل القراءة

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً