الكلام على الاستثناءات الواردة في الصعق وغيره

منذ 2008-09-23
السؤال: قول الله تعالى: {ويوم ينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله}، من هم الذين استثناهم الله؟
الإجابة: بالنسبة للاستثناءات في أمور القيامة ومشاهدها إنما هي للتبرك، كقول الله تعالى: {وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك}، {إلا ما شاء ربك}: المقصود بالاستثناء هنا التبريك فقط، التبرك باسم الله سبحانه وتعالى، ولا يقصد به أن قوماً يدخلون الجنة فيخرجون منها، فمن دخلها لن يخرج منها ولا عناء عليه بعد ذلك.

وقد ذكر بعض المفسرين أن الاستثناء في هذه الآية يقصد به إسرافيل الذي ينفخ في الصور وموسى عليه السلام الذي قدمت له صعقته في الدنيا، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما قام بعد النفخة عندما مثلت له رأى موسى باطشاً بساق العرش، قال: "فلم أدر هل هي صعقته التي عجلت له في الدنيا، أو قام قبلي"، لم يدر النبي صلى الله عليه وسلم هل موسى صعق مع الناس كما صعقوا، أو أنه قد عجلت له الصعقة في الدنيا؟ {قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا}، فتلك الصعقة هل هي التي عجلت له فلم يصعق يوم القيامة، أو أنه صعق فقام قبل غيره من الناس، وحينئذ يكون هذا من باب المزية التي لا تقتضي التفضيل، فالنبي صلى الله عليه وسلم أفضل منه، وكذلك مزية إبراهيم فهو أول من يكسى من حرير الجنة وديباجها يوم القيامة عندما يخرج الناس جميعاً من الأجداث حفاة عراة غرلاً أول من يكسى منهم إبراهيم عليه السلام، لكن هذه مزية لا تقتضي التفضيل فالنبي صلى الله عليه وسلم أفضل منه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.

محمد الحسن الددو الشنقيطي

أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.

  • 3
  • 0
  • 21,374

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً