ما حكم اعتكاف المرأة؟
ما حكم اعتكاف المرأة؟
الاعتكاف من الأعمال المشروعة في العشر الأواخر من رمضان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأخيرة من رمضان، ففي البخاري (2026)، ومسلم (1172) من طريق عروة عن عائشة: " "، فدل ذلك على أن الاعتكاف مشروع للرجال والنساء.
وقد أجمع العلماء على أن اعتكاف الرجل لا يصح إلا في المسجد واستدلوا لذلك بقول الله سبحانه: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187]، وبفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ذهب جماهير العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم إلى أن المرأة كالرجل لا يصح اعتكافها إلا في المسجد فلا يصح أن تعتكف في مسجد بيتها وهذا خلافاً لما ذهب إليه الحنفية حيث قالوا: "يصح أن تعتكف المرأة في مسجد بيتها"، وما ذهب إليه الجمهور أصح لأن الأصل استواء الرجال والنساء في الحكم إلا بدليل، فيشرع للمرأة أن تعتكف في المساجد لكن ينبغي أن يعلم أن المرأة المتزوجة لا يجوز لها أن تعتكف إلا بإذن زوجها في قول جمهور العلماء لحقه عليها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " " وهو في البخاري (5195)، ومسلم (1026) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، فإذا كان هذا في الصوم فالاعتكاف من باب أولى لأن فوات حقه بالاعتكاف أعظم.
كما ينبغي أن ينتبه إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تعتكف إذا لم يكن الاعتكاف مأموناً بأن كان في مكثها في المسجد خطراً عليها أو تعريضاً لها، ولذلك استحب الفقهاء للمرأة إذا اعتكفت أن تستتر بخباء ونحوه لفعل عائشة وحفصة وزينب في عهده صلى الله عليه وسلم ففي البخاري (2033) ومسلم (1173) من طريق يحي بن سعيد عن عمرة عن عائشة: " "، فدل ذلك على مشروعية استتار المرأة المعتكفة بخباء ونحوه.
خالد بن عبد الله المصلح
محاضر في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم
- التصنيف:
- المصدر: