ما حكم قول: حرام عليك، ما تستاهل؟

منذ 2012-05-10
السؤال:

ما حكم قول:
1 - حرام عليك تفعل هذا.
2 - ما تستاهل هذا؟

الإجابة:

الحمد لله، 

هذه كلمات تجري على ألسنة كثير من الناس، يقول أحدهم منكراً على غيره: حرام عليك هذا الفعل حرام عليك، أو هذا القول حرام عليك، فإذا كان هذا الفعل أو القول حراماً في الدين؛ يعني مما حرمه الله ورسوله عليه السلام، فإنكاره حق ووصفه بالتحريم حق، وإن لم يكن مما حرم الله ورسوله عليه السلام، فلا يجوز إطلاق التحريم عليه فالذين يقولون مثل هذا، تارة يقولونه فيما هو حرام حقيقة وقد يطلقونه على ما ليس بحرام، بل مكروه أو غير لائق فإن قصدوا التحريم الشرعي فهذا لا يجوز وهو من القول على الله بغير علم، يقول تعالى: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب...} [النحل: 116]، وإن لم يريدوا أنه حرام في الشرع، إنما يريدون بذلك أن هذا مما لا يصلح ولا يليق فهذا من الخطأ في التعبير والأولى اجتنابه؛ لأن فيه لبساً، والألفاظ الموهمة ينبغي تجنبها حتى لا يقع المسلم في المحذور وهو لا يشعر، وليحصل الالتزام بالمصطلحات الشرعية فلا تطلق على غيرها، ولا يشبه بها ما سواها، مما يؤدي إلى الاشتباه، والله أعلم.


وأما قول القائل: ما تستاهل هذا، أو فلان ما يستاهل، يقال في الخير والشر بأن يقال لمن أعطاه الله حظا من مال وأهل وولد وغير ذلك، فلان ما يستاهل ذلك، أو من ابتلى بمرض أو مصيبة: فلان ما يستاهل ما ابتلي به، فإطلاق هذه العبارة على هذا الوجه اعتراض على تدبير الله وتقديره الحكيم، وعلى هذا فيحرم إطلاق هذه الكلمة؛ لاشتمالها على هذا المعنى المنكر، فإنه يجب على العبد أن يرضى بقضائه سبحانه وتعالى ويؤمن بأن الله حكيم عليم بتدبيره لأمر عباده، فإنه يعطي ويمنع لحكمة بالغة وعلم تام، فيجب الإيمان بحكمته وعدله، واطراح الاعتراض على أقداره، فإن هذا من وساوس الشيطان، نسأل الله أن يعيذنا من شر الشيطان ومكره، إنه سبحانه وتعالى هو العاصم من شر هذا العدو المبين، والله أعلم.

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 15
  • 0
  • 59,053

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً