حكم الاقتراض من البنك لبناء بيت

منذ 2012-06-17
السؤال:

أعاني مشكلة السَّكَن، وأنا متزوِّج ولي ولد، وأقطن مع الوالدين بالإضافة إلى أربعة إخوة في منْزِلٍ يتكوَّن من ثلاثِ غُرَفٍ، وأحيطكم علمًا أنِّي مسجِّل عند مصالح السَّكن الاجتماعي (الدولة) منذُ سنة 2000 ولم أحصل حتَّى الآنَ على مسكن، وأنا ميسورُ الحال ولي قطعة أرض، فهل يَجوز لي الاقتراضُ من البنك مع فوائد بنكية؛ لأجل بناءِ مسكن؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فاعلم -رحِمك اللَّهُ- أنَّ الاقتراضَ بفائدةٍ هو عَيْنُ الرِّبا المُحرَّم بالكتابِ والسُّنَّة وإجْماع المسلمين الذين يُعتدُّ بقوْلِهم، وليس لأحدٍ التَّعامُل بالرِّبا، ومَن فَعَلَهُ فقد فتح على نفسه باب شَرٍّ مُستطير، وستُمحق بركة ما أَخَذَهُ من الرِّبا، ويتعرَّض لإعلان حربٍ بيْنَهُ وبيْنَ الجبار سبحانه؛ قال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كُفَّارٍ أَثِيمٍ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} [البقرة: 276-279].

فالسكنُ وإن كان من الضرورات إلا أن امتلاكُ بيتٍ للسُّكنَى ليس من باب الضرورة وإنَّما هو من باب الحاجة، والحاجةُ لا تُبيحُ أكْلَ الرِّبا، ومَن لم يستطِعْ شراءَ منزلٍ بِمالٍ حلال أو بناءه اكتفى بتأجْير بيت.

وقد سُئِلَتِ اللَّجنةُ الدَّائمة عن حكم أخذ قرض للبناء فأجابتْ:
"يَحْرُم أخذُ قرضٍ من البنك وغيره بربا، سواء كان أخذُه القرضَ للبناء، أمْ للاستهلاك في طعام أو كسوة أو مصاريفِ علاج، أم كان أخذُه للتجارة به وكسب نَمائِه، أم غير ذلك؛ لعموم آيات النَّهْيِ عن الربا، وعُموم الأحاديث الدالَّة على تَحريمه، كما أنَّه لا يَجوز إيداعُ مالٍ في البنوك ونحوها بالربا" اهـ.
فاتَّقِ اللَّهَ واحذر من أخُذْ هذا القرض أوالتعامل مع البنوك الربوية، ولا تفتح على نفسك باب فتنة وشر، ولتعلم أن مَنْ تَرَكَ شيئًا لِله عوَّضه الله خيرًا منه؛ {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} [الطلاق: 4]،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 40
  • 4
  • 136,798

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً