صحة قصة وصية ثابت بن قيس
استغل بعض أهل البدع قصة وصية ثابت بن قيس بعد استشهاده يوم اليمامة.. فهل هذه الوصية صحيحة؟ وإن كانت صحيحة فكيف يرد على أهل المنامات؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
قصة ثابت بن قيس رضي الله عنه قصة ثابتة: لما استشهد رضي الله عنه في معركة اليمامة، وكانت عليه درع نفيسة، فأخذها أحد المسلمين، فبينما أحد المسلمين نائم، إذ أتاه ثابت بن قيس في منامه وقال له: أوصيك بوصية فإياك أن تقول: هذا حلم فتضيعه، إني لما قٌتلت مر بي رجل من المسلمين وأخذ درعي، ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه فرس يستن في طوله: (أي يمرح في حبله المشدود)، وقد كفأ على الدرع برمة (قدر)، وفوق البرمة رحل، فأتِ خالداً فمُره أن يبعث إليَّ درعي فيأخذها، فإذا قدمت إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر فقل له: إن عليَّ من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق، فأتى الرجل خالداً فأخبره، فبعث إلى الدرع فأُتي بها، وحدث أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته بعد موته، ولذا قيل: لا يُعلم أحد أجيزت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس رضي الله عنه.
وهذه القصة رواها البغوي وابن المنذر والطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك (3 / 234 – 235) وصححها، ووافقه الذهبي، والهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 322)، وقال: رجاله رجال الصحيح، وابن مردويه والخطيب في المتفق والمفترق عن عطاء الخراساني.
وليس في هذه القصة ما يدل على تشريع الأحكام عن طريق المنامات كما هو حال أهل البدع والأهواء؛ لأن ليس فيها ما يدل على حكم شرعي وإما هي وصية من ثلبت بن قيس ولهذا لما وجد أبو بكر الدرع في المكان الذي وصفه ثابت بن قيس أجاز أبو بكر رضي الله عنه وصيته ونفذها لأن القرائن دلت على صدقها.
- التصنيف:
- المصدر: