معنى قوله تعالى: {فلا أقسم بالخنس} إلى قوله: {والصبح إذا تنفس}؟

منذ 2015-06-01

الخُنس التي هي الكواكب الخمسة الدراري، كما ذكر ذكر ذلك المفسرون، وجوار الكنس هي: زُحل والمشتري وعطارد والمريخ والزهرة، فيما ذكره أهل التفسير قالوا: وهو مروي عن علي رضي الله عنه وفي تخصيصها بالذكر من بين سائر النجوم وجهان

السؤال:

أريد بيانًا لمعنى الآيات الأربع في قوله تعالى:  {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ . الْجَوَارِ الْكُنَّسِ . وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ . وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [سورة التكوير، آيات: 15-18]. 

 

الإجابة:

معنى قوله -جل وعلا-: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} [سورة التكوير، آية: 15] أهل العلم من المفسرين وغيرهم يقولون: (لا) هذه زائدة، والمراد إثبات القسم لا نفيه، بدليل: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [سورة التكوير، آية: 19]جواب القسم، فيقسم -جل وعلا- بالخُنس التي هي الكواكب الخمسة الدراري، كما ذكر ذكر ذلك المفسرون، وجوار الكنس هي: زُحل والمشتري وعطارد والمريخ والزهرة، فيما ذكره أهل التفسير قالوا: وهو مروي عن علي رضي الله عنه وفي تخصيصها بالذكر من بين سائر النجوم وجهان، أحدهما: لأنها تستقبل الشمس، قاله أبو بكر بن عبدالله المزني، الثاني: لأنها تقطع المجرة، قاله ابن عباس.

وعلى كل حال، الله -جل وعلا- له أن يقسم بما شاء من عباده أو من خلقه، وليس للمخلوق أن يقسم بغيره -جل وعلا-، قال الحسن وقتادة: الخنس هي النجوم التي تخنس بالنهار إذا غربت، وتكنس في وقت غروبها، تخنس بالنهار إذا غربت، وتكنس في وقت غروبها، أي: تتأخر عن البصر لخفائها فلا تُرى، وقال صاحب الصحاح: الخُنس: الكواكب كلها؛ لأنها تخنس في المغيب، أو لأنها تخفى نهارًا، {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [سورة التكوير، آية: 17]، قال الفراء: أجمع المفسرون على أن معنى عسعس أدبر، وهذا حكاه الجوهري، وقال بعضهم: إنه دنا من أوله وأظلم، وكذلك السحاب إذا دنا من الأرض، يقال له: عسعس، وقال المهدوي: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}: أدبر بظلامه، وقال زيد بن أسلم: عسعس، أي: ذهب، يقول الفراء: العرب تقول: عسعس وسعسع عكسه، إذا لم يبق منه إلا اليسير. {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [سورة التكوير، آية: 18]، والصبح إذا تنفس، أي: امتد حتى يصير نهارًا واضحًا، يقال للنهار إذا زاد: تنفس، وكذلك الموج إذا نضح الماء، ومعنى التنفس: خروج النسيم من الجوف، وقيل: إذا تنفس انشق وانفلق، وهذا واضح من قولهم: التنفس: خروج النسيم من الجوف، يعني: تنفس الإنسان خروج نفسه من الجوف، هذا خلاصة ما قاله أهل العلم في هذه الآيات الأربع.

عبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحاليا عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

  • 51
  • -2
  • 411,034

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً