ما هو أفضل الذكر على الإطلاق؟
- التصنيفات: القرآن وعلومه - الذكر والدعاء - دعوة المسلمين - الحث على الطاعات -
ما أفضل الذكر إطلاقا؟ هل هو قراءة القرآن أم التهليل؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
اتفق أهل العلم على أن أفضل الذكر هو القرآن الكريم.
قال سفيان الثّوري رحمه الله تعالى: "سمعنا أنّ قراءة القرآن أفضلُ الذِّكر إذا عمل به" (فقه الأدعية والأذكار :1/50).
قال الإمام النووي: "اعلم أن تلاوة القرآن هي أفضل الأذكار والمطلوب القراءة بالتدبر" انتهى من (الأذكار:101) .
ولكن الجمع بين فضائل الأعمال من قراءة القرآن والأذكار أفضل عند التمكن منه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
"الشَّيْءَ إذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ لَمْ يَجِبْ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ فِي كُلِّ حَالٍ، وَلَا لِكُلِّ أَحَدٍ، بَلْ الْمَفْضُولُ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي شُرِعَ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ الْفَاضِلِ الْمُطْلَقِ، كَمَا أَنَّ التَّسْبِيحَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَمِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّشَهُّدِ فِي آخِرِ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءُ بَعْدَهُ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ" انتهى من (مجموع الفتاوى:24 / 236-237).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
"قد يعرض للمفضول ما يجعله أفضل من الفاضل، مثاله: قراءة القرآن من أفضل الذكر، والقرآن أفضل الذكر، فلو كان رجل يقرأ وسمع المؤذن يؤذن، فهل الأفضل أن يستمر في قراءته أو أن يجيب المؤذن؟ هنا نقول: إن الأفضل أن يجيب المؤذن، وإن كان القرآن أفضل من الذكر، لكن الذكر في مكانه أفضل من قراءة القرآن الكريم؛ لأن قراءة القرآن غير مقيدة بوقت متى شئت فاقرأ، لكن إجابة المؤذن مربوطة بسماع المؤذن" انتهى من (لقاءات الباب المفتوح).
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:
"الأوراد الشرعية من الأذكار والدعوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم: فالأفضل أن يؤتى بها في طرفي النهار بعد صلاة الفجر وصلاة العصر، وذلك أفضل من قراءة القرآن؛ لأنها عبادة مؤقتة تفوت بفوات وقتها، أما قراءة القرآن فوقتها واسع".
انتهى من (مجموع فتاوى ابن باز:8 / 312)، وينظر أيضا: (26 / 72).
والله تعالى أعلى وأعلم.