الاغتسال بعد ممارسة العادة السرية

خالد عبد المنعم الرفاعي

أريد أن أعرف كيفية الاغتسال، بعد ممارسة العادة السرية.

  • التصنيفات: فقه الطهارة - النهي عن البدع والمنكرات - فتاوى وأحكام -
السؤال:

أريد أن أعرف كيفية الاغتسال، بعد ممارسة العادة السرية.

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فإنَّ استدعاء المني واستخراجه بغير الاتِّصال المشْروع بالزَّوجة، بأي وسيلةٍ أو طريقةٍ كانت - هو من الاستِمْناء المحرَّم شرعًا، سواءٌ باليد مُباشرة، أو بوضْع الذَّكر بين الفخِذين، أو الانبِطاح، أو حكِّ الذَّكر بشيء، أو استخدام دُمًا، أو غيرها من الوسائل المؤدِّية إلى نزول المنيّ واستحضاره؛ لقوْل الله – تعالى -: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ}[المؤمنون: 5 - 7 ].

 

والواجب على من فعل ذلك:

أن يبادر إلى التوبةِ الصادقةِ، والعزمِ على عدمِ العودةِ إلى مثل هذا الأمر، مع الإكثار من الاستغفار، والعملِ الصالح، كما يجب عليه الاغتسالُ إذا أَخْرَجَ المني.

 

أما كيفية الغسل:

فهي تعميم جميع البدن بالماء الطهور، مع نية الغسل، هذا هو القدر المجزِئ منه، وأكمله ما كان على الصفة التي وردت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد فصل ابن قدامة كيفية الغسل في "المغني"؛ حيث ذكر أن لغسل الجنابة صفتين: صفة إجزاء؛ أي: تُجزِئ الشخص وتكفيه، ولكنها ليست الأكمل، وصفة كمال؛ أي: على الوجه الأكمل، كما كان يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم بدأ يفصل الكلام في صفة غسل الكمال.

 

فقال: "الغسل الكامل يأتي فيه بعشرة أشياء:

النية، والتسمية، وغسل يديه ثلاثًا، وغسل ما به من أذى، والوضوء، ويحثي؛ أي: يصب الماء على رأسه ثلاثًا، يَرْوِي بها أصول الشعر، ويُفِيض الماء على سائر جسده، ويبدأ بشقه الأيمن، ويدلك بدنه بيده، وينتقل من موضع غسله؛ فيغسل قدميه، ويستحب أن يخلل أصول شعر رأسه ولحيته بماء قبل إفاضته عليه؛ قال أحمد: الغسل من الجنابة على حديث عائشة، وهو ما روي عنها، قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل من الجنابة، غسل يديه ثلاثًا، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يخلل شعره بيده، حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته، أفاض عليه الماء ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده». متفق عليه.اهـ كلام ابن قدامة.

 

وفي "الصحيحين" من حديث ابن عباس، عن خالته ميمونة - رضي الله عنهما - قالت: «أدنيتُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غسله من الجنابة، فغسل كفيه مرتين، أو ثلاثًا، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ به على فرجه وغسل بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض فدَلَكَها دلكًا شديدًا، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحى عن مقامه ذلك، فغسل رجليه، ثم أتيتُه بالمنديل فردَّه»..

والله أعلم.