هل لي من توبة ؟
خالد عبد المنعم الرفاعي
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن سعة رحمة رب العالمين أعظم وأشمل من أن يحاط بها، أو تستوعب نصوص الكتاب والسنة الدالة عليها، وحسب المسلم أن تلك النصوص أشهر من أن تذكر؛ فمنها قوله الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، فمن تاب من ذنوبه توبة نصوحًا، غفر الله له ذنوبه جميعًا؛ بل إنَّ من كمال رحمَتِه – سُبحانه - وعظيم فضله: أنَّه يبدِّل سيئاتِ عبادِه التَّائبينَ حسنات؛ فقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 68 - 70].
ورسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – بين أن: "التَّائبُ من الذَّنب كمَن لا ذنْب له"
وما على السائل الكريم وغيره إلا أن يثبت على توبته، وإن عاد للذنب أحدث توبة وهكذا، ويستمر على العمل الصالح، والالتجاء إلى الله تعالى بكثرة الدعاء إليه، وخاصَّة في أوقات الإجابة، وكذلك المحافظة على أداء ما افترضَهُ الله تعالى عليه، والإكثار من النوافل، وكذلك مصاحبة أهل الخير الَّذينَ يدلُّون على طاعة الله تعالى.
أما ما يلقيه الشيطان في قلبه فلا ترده، وليقطع الخطرات ولا يسترسل معها فإنها أصل البلاء، وقطعها سهل عليه، وليكثر من قراءة القرآن الكريم بتدبر، خصوصًا سورة (ق) فإن لها تأثير عجيب في دفع وساوس الشيطان.
أما وساوس العقيدة فلا يقع بها شيء من الكفر أو غيره، بل إن كراهة النفس لها دليل على قوة الإيمان.
هذا؛ وستجد على موقعنا فتاوى كثيرة في علاج الوساوس فراجعها،، والله أعلم