هل لي من توبة ؟

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال: سؤال عن صاحب لي شاب ملتزم فترة و عاهد الله تعالى ان نجح في مادة سيترك مشاهدة الافلام والمسلسلات و سماع الأغاني و ان لم يفعل فليعميه الله تعالى و فتن بالافلام الإباحية فلما المه ضميره قال عاهدت ربي عن الأفلام العادية و ليست الإباحية بل سأل ربه لما وجد صعوبة في التحميل أن يجعله بشاهد الفيلم الاباحي و يفعل به بعدها ما يشاء تألم صاحبي جدا و شعر أن الله سيمكر به كما مكر هو و جاءته وساوس في العقيدة و تألم أكثر و سأل الله الهداية و الا هلك تصدق تكفير عن عهده هل له توبة ام لا ؟ هل الالتزام بالعهد واجب ام سقط بالصدقة و إن كان لا يستطيع ترك مشاهدة الافلام و المسلسلات غير الإباحية؟ هل كفر بوساوس و التفكير المتكرر في وحدانية الله حتى لما عجز عن ردع الوسواس قال لن اترك الإيمان و لكن أظل مؤمنا و إن عصيت فإن كان حقا دخلت الجنة و لم اخلد في النار و إن غير ذلك فقد عصيت على أنه لم يقل هذا من باب السخرية إنما من باب رد الوسواس عقليا و عدم تركه للإيمان مع يقينه الفطري ؟ أرجو الإجابة فالأمر جد خطير و جزاكم الله خيرا
الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن سعة رحمة رب العالمين أعظم وأشمل من أن يحاط بها، أو تستوعب نصوص الكتاب والسنة الدالة عليها، وحسب المسلم أن تلك النصوص أشهر من أن تذكر؛ فمنها قوله الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، فمن تاب من ذنوبه توبة نصوحًا، غفر الله له ذنوبه جميعًا؛ بل إنَّ من كمال رحمَتِه – سُبحانه - وعظيم فضله: أنَّه يبدِّل سيئاتِ عبادِه التَّائبينَ حسنات؛ فقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 68 - 70].

 ورسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – بين أن: "التَّائبُ من الذَّنب كمَن لا ذنْب له"

وما على السائل الكريم وغيره إلا أن يثبت على توبته، وإن عاد للذنب أحدث توبة وهكذا، ويستمر على العمل الصالح، والالتجاء إلى الله تعالى بكثرة الدعاء إليه، وخاصَّة في أوقات الإجابة، وكذلك المحافظة على أداء ما افترضَهُ الله تعالى عليه، والإكثار من النوافل، وكذلك مصاحبة أهل الخير الَّذينَ يدلُّون على طاعة الله تعالى.

أما ما يلقيه الشيطان في قلبه فلا ترده، وليقطع الخطرات ولا يسترسل معها فإنها أصل البلاء، وقطعها سهل عليه، وليكثر من قراءة القرآن الكريم بتدبر، خصوصًا سورة (ق) فإن لها تأثير عجيب في دفع وساوس الشيطان.

أما وساوس العقيدة فلا يقع بها شيء من الكفر أو غيره، بل إن كراهة النفس لها دليل على قوة الإيمان.

هذا؛ وستجد على موقعنا فتاوى كثيرة في علاج الوساوس فراجعها،، والله أعلم