ذهاب الزوجة ‘إلى كوافير نصراني بغير علم زوجها

منذ 2019-06-17
السؤال:

ما حكم الدين فى فتاه متحجبة تقوم بعمل و قص شعرها دائما عند كوافير رجل مسيحى دون علم زوجها حيث ان زوجها متدين و يخاف الله فهل هى تخدعه لانها لم تخبره ؟؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن ذهاب المسلمة إلى رجل لقص شعرها من المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة، والبداهة العقلية، وهي من المنكرات التي يتَساوى في علمها الذكر والأنثى، والصغير والكبير، والمسلم والكافر، فيعلم قبحها بصريح العقل، ولا تحتاج إلي إقامة برهان عليها، وقد حَرَّمَ الله - سبحانه وتعالي - ما هو أقل من ذلك فَسَاداً وأقل منه فُحْشاً وقُبْحاً؛ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعن المرأة المتبرحة؛ كما رواه أحمد: "العنوهن، فإنهن ملعونات"، والحديث أصله في صحيح مسلم عن أبي هريرة،: "صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".

وكذلك اتَّفق عامَّةُ عُلماء الأمَّة مِن السَّلف والخَلَف؛ من الفُقَهاء والمُفسِّرين وأهل الحديث وغيرهم - على تحريم لمس بدن المرأة الأجنبِيَّة، ولم يُعرَف لهم مُخالِف، وقد وَرَد الوَعيد الشَّديدُ لفاعل ذلك؛ فعن مَعقِل بن يَسارٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لأن يُطْعَن أحدُكم بِمِخيَط مِن حَديدٍ، خيرٌ له مِن أن يَمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له"؛ أخرجه الطبرانيُّ،

وسمى - صلى الله عليه وسلم - المرأة المتعطرة زانية، وكذلك جعل من التساهل في اللمس وغيره  نوعًا من الزنا؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدركه ذلك لا محالة؛ فزنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه"، وزاد أحمد في روايته: "وزنا اليدين البطش وزنا الرجلين المشي وزنا الفم القبل".

فالشرع سمى هذا كله زنا؛ لأنه من دواعي زنا الفرج لا أنه زنًا في نفسه؛ ولا شك أن ما تفعله تلك الزوجة خيانة زوجها، فتمكن رجل كافر من مسّ عورتها والعبث بها، وتفعل هذا الفعل المشين، الموجب للعن صاحبته.

أما ذهابها بغير علم زوجها إلى الحلاق نصراني فذنب مستقل، وهو من الخيانة، فإن خيانة المرأة ليس في الفراش فقط وإنما في كل شيء كما يفهم من قوله تعالى: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10]، وليس المراد خيانة النسب والفراش، فإنه ما بغت امرأة نبي قط، وما كان الله ليجعل امرأة أحد من أنبيائه بغيًا، وإنما الخيانة في الدين!

أما كون ما تفعله تلك المرأة من الخديعة، فهو بلا شك خديعة وغدر وخيانة؟ وفي الصحيح عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة»

إذا تقرر هذا، فيجب على تلك المرأة أن تكف عن الذهاب لذلك الخلاق، ولتسرع بالتوبة والندم والاستغفار، ولتحذر من التمادي أكثر فيفضحها الله – تعالى، فهو سبحانه سَتِيْر، لا يفضح عبده حتى يسرف على نفسه بالمعاصي، ويتمادى؛ كما روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المحدَّثِ الملهمِ،، والله أعلم.  

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 10
  • 0
  • 2,281

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً