سماع الاصوات بالصلاه دون التأكد ان كنت اطلقت ريح ام لا
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم انا مصابه بوسواس الطهاره حيث انني اعيد الوضوء مرات عديده واحيانًا وانا اصلي اسمع اصوات مثل اذا كنت راكعه وقمت من الركوع او كنت ساجده وقمت من السجود ولكنني لست متأكده ان كنت اطلقت ريحًا ام ان كان من تحركي وهي اصوات من الماء فإذا سمعت هذه الاصوات هل يجب علي اعاده الصلاه وكيف لي ان اتأكد ان كان هذا الصوت من اطلاق الريح ام لا جزيتم خيرًا
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالَّذي يبدو أنَّ السَّائل الكريم يُعانِي من وسوسةِ الشَّيطان وتسلُّطه عليه؛ ليُدْخِل عليه الهمَّ والحزن والكرب والضيق.
والعلاج الناجع لوسواس الطهارة، هو ألاَّ يَلتَفِتَ إلى ذلك أبدًا، وأن يُعْرِضَ عنْه إعراضًا كلِّيًّا، أن يَستعينَ ويستعيذَ بِاللَّه تعالى من شَرِّ الوَسواس الخنَّاس، وأن يُلازِمَ قراءة المعوّذتَيْن، ويُكْثِر من تِلاوة القُرآن ويداوِمَ على ذِكْرِ اللَّه تعالى، وعليْهِ الإعراضُ بقُوَّة عن هذه الوساوس، ومُدافعتُها وعدمُ الاستِرْسالِ معها.
وهذا ما أرشد إليه الرسول الكريم كما في الصحيحين عن عباد بن تميم، عن عمه شُكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم: الرجل، يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: "لا ينصرف حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا".
وروى مسلم والترمذيعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا، فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا، فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا" .
والمقصود من الحديث هو عدم الخروج من الصلاة حتى يحصل اليقين، ولا يشترط السماع والشم.
قال النووي في شرحه على مسلم (4/ 49):
"معناه يعلم وجود أحدهما، ولا يشترط السماع والشم بإجماع المسلمين، وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها، فمن ذلك مسألة الباب التي ورد فيها الحديث، وهي أن من تيقن الطهارة وشك في الحدث حكم ببقائه على الطهارة، ولا فرق بين حصول هذا الشك في نفس الصلاة وحصوله خارج الصلاة، هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف".
قال في "نيل الأوطار" (1/ 256):
"والحديث يدل على اطراح الشكوك العارضة لمن في الصلاة، والوسوسة التي جعلها - صلى الله عليه وسلم - من تسويل الشيطان وعدم الانتقال إلا لقيام ناقل متيقن كسماع الصوت وشم الريح ومشاهدة الخارج". اهـ.
إذا تقرر هذا، فلا تلتفت لهذه الوساوس ولا يجب عليك الخروج من الصلاة حتى يحصل اليقين،، والله أعلم.