حكم تسمية المولود (إسلام)

منذ 2019-10-06

المتأمل للمعنى الشرعي لاسم (مسلم)، سيجد أنه ليس فيها التزكية الموجودة في غيرها من الأسماء الشرعية كإيمان وتقوى وبرة وغيرها؛ وذلك لأن الإسلام هو المعنى العام.

السؤال:

جزاكم الله خيرا بعض الاشخاص قالوا يجوز تسمية المولود باسم إسلام وبعضهم قالوا لا يجوز لأنها من اسماء التزكية

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:

فإن المتأمل للمعنى الشرعي لاسم (مسلم)، سيجد أنه ليس فيها التزكية الموجودة في غيرها من الأسماء الشرعية كإيمان وتقوى وبرة وغيرها؛ وذلك لأن الإسلام هو المعنى العام وغيرها من الأسماء الشرعية هي معانٍ أخص منها؛ يبين هذا الحديث المتفق عليه عن سعد بن أبي وقاص قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمًا، فقلت: يا رسول الله، أعط فلانًا فإنه مؤمن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أو مسلم"، أقولها ثلاثا، ويرددها علي ثلاثا: "أو مسلم".

كما قد يفهم عدم التزكية من قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14].

أما الأسماء التي غيرها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فهي المشتملة على التزكية الخاصة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة: "أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب"، وفي صحيح مسلم  عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كانت جويرية اسمها برة، فحول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمها جويرية وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة"

وفي الأدب المفرد للبخاري عن محمد بن عمرو بن عطاء، أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة، فسألته عن اسم أخت له عنده؟ قال: فقلت: اسمها برة، قالت: غير اسمها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نكح زينب بنت جحش واسمها برة، فغير اسمها إلى زينب، ودخل على أم سلمة حين تزوجها، واسمي برة، فسمعها تدعوني: برة، فقال: "لا تزكوا أنفسكم، فإن الله هو أعلم بالبرة منكن والفاجرة، سميها زينب"، فقالت: فهي زينب، فقلت لها: سمي، فقالت: غيره إلى ما غير إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسماها زينب".

وقد بين شيخ الإسلام ابن القيم في "زاد المعاد" العلة من النهي عن التزكية فقال (2/ 314): "... وأمر آخر: وهو ظن المسمى واعتقاده في نفسه أنه كذلك، فيقع في تزكية نفسه وتعظيمها، وترفعها على غيره، وهذا هو المعنى الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم لأجله أن تسمى "برة"، وقال: "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم"، وعلى هذا فتكره التسمية بالتقي والمتقي، والمطيع والطائع والراضي، والمحسن والمخلص والمنيب والرشيد والسديد". اهـ.

تحفة المودود بأحكام المولود (ص: 117)

إذا تقرر هذا، فيجوز التسمي باسم إسلام، لأنه معن عام يشترك فيه جميع المسلمين، وليس صفة خاصة كالبر أو الإيمان،، والله أعلم.  

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 0
  • 11,915

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً