كيف أحفظ القرآن؟
خالد عبد المنعم الرفاعي
المقصودُ بقارئ القُرآن في الحديث: هو الذي كان يتلوهُ في الدُّنيا حقَّ تِلاوتِه ويتدبَّر في معانيه، ويعمل بأحكامه: فيأتَمِرُ بأوامِرِه ويزدَجِرُ عن نواهيه، فهذا قارئُ القرآن الذي يقرؤُه رغبةً فيه.
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
كيف حفظ لقران
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن من أعظم ما يعين على حفظ القرآن الكريم هو معرفة فضل الحفظ والتلاوة، وأنه عبادةٌ عظيمة لَها مكانةٌ عند الله تعالى؛ لذلك أمر اللهُ تعالى رسولَه مُحَمَّدًا- صلَّى الله عليه وسلَّم – بها؛ قال تعالى حكاية عنه - صلى الله عليه وسلم -: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} [النمل: 92]، وقوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ} [العنكبوت: 45]، وقوله: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ} [الكهف: 27]، ولقول النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلم -: ((اقرأوا القُرآن، فإنَّه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة))؛ أخرجه مسلم.
وروى الترمذي وغيره أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "مَنْ قرأَ حَرْفًا مِنْ كِتاب اللَّه فَلَهُ به حسنةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمثالِها، لا أقولُ ألم حَرْف، ولكنْ ألف حرفٌ ولام حرفٌ وميم حرف".
ورَوَى أحْمَدُ وأبو داودَ والتِّرمذي عن عبدالله بن عَمْرٍو - رضي الله عنْهُما - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "يُقالُ لقارِئِ القُرآن: اقْرأْ وارْتَقِ ورَتِّلْ كما كُنْتَ تُرَتِّل في الدنيا؛ فإنَّ منزِلَتَكَ عند آخِر آيةٍ تقرؤُها"؛ وصححه الألباني.
والمقصودُ بقارئ القُرآن في الحديث: هو الذي كان يتلوهُ في الدُّنيا حقَّ تِلاوتِه ويتدبَّر في معانيه، ويعمل بأحكامه: فيأتَمِرُ بأوامِرِه ويزدَجِرُ عن نواهيه، فهذا قارئُ القرآن الذي يقرؤُه رغبةً فيه.
قال الإمامُ النَّوويُّ - رحِمه الله -: "اعْلَمْ أنَّ تِلاوَةَ القُرآن هي أفضَلُ الأذْكار، والمطلوبُ القِراءة بِالتَّدبُّر …"، وقال: "ينبَغِي لِلقارئ أن يَكونَ شأنُه الخشوع والتدبُّر والخضوع، فهذا هو المقصودُ المطلوب، وبه تَنْشَرِح الصُّدور وتستنيرُ القُلوب، ودلالَتُه أكثَرُ من أن تُحصَر، وأشهَرُ من أن تُذْكَر، وقَدْ باتَ جَماعةٌ من السَّلف يتلُو الواحِدُ مِنْهُم آيةً واحدةً ليلةً كاملة ومعظم ليلة، يتدبَّرها عند القراءة". اهـ.
- وينبغي قبل البدء بالحفظ التحلّي بالنّية الصادقة؛ لتحصيل إعانة الله كما قال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
- ثم اختيار شيخ تحفظ عليه أو أحد الأصّدقاء، أو الالتحاق بحلقات القُرآن في المساجد أو معاهد القرآن.
- الابتعاد عن المعاصي والذنوب والإكثار من الأعمال الصالحة التي يتقرّب بها العبد إلى الله.
- قوة العزيمة والهّمة العالية لهما أثر كبير في تسريع الحفظ.
- البدء بقصار السور، والاستماع إلى السورة المُراد حِفظها من كبار القراء يُساعد في الحِفظ للتّلاوة بشكل صحيح ، مع اختيار المكان المُناسب ووقت صفاء الذهن كبعد الفجر أو بعد العشاء.
هذا؛ وستجد طرق للحفظ على الرابطين: أسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم، أسهل طريقة بإذن الله في حفظ كتاب الله.
والله أعلم.