علاج الحسد

منذ 2019-12-02
السؤال:

السلام عليكم ! انا اسمي سليمان من المغرب عمري 19 سنة ، البارحة ذهبت لاحد المتاجر و قال لي صاحب المتجر يا لك من شاب وسيم ( ثم قال مع نفسه يا رب احفظه) و قال لي انك مثل الحَماَمِ . و الان اشعر بالخوف اخاف ان يصيبني بالعين . فما العمل ؟ مع العلم انني عندما استمع للرقية على اليوتيوب لا اشعر باي شيء غير عادي . افدني جزاك الله

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمّا بعدُ:

فالشريعة الإسلامية شرعت أذكارًا للوقاية من الحسد والعين، ومنها أن يقول تبارك الله إذا أعجبه شيء من المال أو الولد أو غيره؛ كما روى أحمد والحاكم عن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يمنع أحكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه وماله فليبرك عليه، فإن العين حق"، معنى فليبرك عليه: يدعو له بالبركة.

وعن عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق"؛ رواه اابن ماجة.

وجاء في "زاد المعاد في هدي خير العباد" (4/ 156): "ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، روى هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان إذا رأى شيئا يعجبه، أو دخل حائطًا من حيطانه، قال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله".

أما خوفك في من الحسد، فادفعه باليقين أن العين لا تصيب بنفسها، كما أن المرض لا ينتقل من تلقاء نفسه، وإنما كل ذلك بقدر الله - تعالى - وعلى حسب ما قدره – سبحانه - وسبق بها علمه، فالقدر حق بالنصوص الصحيحة وإجماع أهل السنة، وجميع الأشياء من خير أو شر لا تقع إلا بقدر الله – تعالى.

أما علاج العين فيكون بالرقية الشرعية، فقد دلت السنة المشرفة على أنه لا رقية أشفى من رقية العين، كما في الصحيح عن عمران بن حصين، رضي الله عنهما قال: لا رقية إلا من عين أو حُمَةٍ".

ويمكنك أن ترقي نفسك فتجمع يديك وتقرأ فيهما آيات الرقية وهي كثيرة جدا ولكن من أشهرها:

- قراءة الفاتحة .

2- قراءة آية الكرسي من سورة البقرة وهي قوله تعالى: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ} [البقرة: 255].

3- قراءة آيات الأعراف، وهي قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ العَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الأعراف: 117 - 122].

4- قراءة آيات في سورة يونس، وهي قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ} [يونس: 80 - 82].

5- قراءة آيات من سورة طه، وهي قوله عز وجل: {قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 68 ، 69].

6- قراءة سورة الكافرون .

7- قراءة سورة الإخلاص والمُعَوّذَتَيْنِ مع تكرارهم.

8-  {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ* ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ } [الملك: 3، 4]

وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا اشْتَكَى، يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ، كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ؛ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا)).

وروى مسلم عنها أنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل، قال: «باسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين»

وعنها أيضا عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال: النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها «باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، ليشفى به سقيمنا، بإذن ربنا» قال ابن أبي شيبة: «يشفى» وقال زهير «ليشفى سقيمنا»

أما الرقية من السنة فكثيرة مثل: "اللهم ربَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَاسَ، اشفِ أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤُكَ، شفاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا))، و"أعوذ بكلمات الله التامَّة، من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة"،  و"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"،، و"أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وشر عباده، ومن هَمَزات الشياطين، وأن يحضرون، أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء، ومن شرِّ ما يعرُج فيها، ومن شرِّ ما ذَرَأَ في الأرض، ومن شرِّ ما يخرُج منها، ومن شرِّ فتن الليل والنهار، ومن شرِّ كلِّ طارقٍ، إلا طارقًا يطرُق بخير، يا رحمنُ"، و"بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم"، وغير ذلك من التَّعَوُّذ بالله.

مع المواظبة على كثرة القراءة والاستغفار، والأذكار المشروعة؛ كأذكار الصباحِ والمساءِ، وأذكارِ ما قبل النَّومِ، والدُّخولِ والخُرُوج،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 6
  • 0
  • 9,557

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً