هل يشترط في عقد الزوج إسلام الملقن لصيغة العقد

منذ 2020-01-12
السؤال:

السلام عليكم سأطرح مسألتي هنا وأرجو الحصول على جواب شافي علمت بعد البحث أن عقد الزواج المدني الفرنسي جائز وشرعي إذا توفّرت فيه شروط الزواج الإسلامي (شاهدين ذكرين مسلمين، وجود الوليّ، الصيغة التي يتلوها موظف البلدية) وهذا هو الحال. سؤالي الأول هو: موظف البلدية غير مسلم فهل يجوز له أن يتلو الصيغة؟ وهل يُشترط على الموظف الذي يتلو الصيغة أن يكون مسلماً؟) السؤال الثاني: موظف البلدية الغير مسلم يسأل الشاب والفتاة إذا كانوا موافقين دون الرجوع إلى الوليّ. البعض قال لي بأن على الوليّ أن يتلو الإيجاب كي يكون العقد شرعي، فهل هذا صحيح؟ (بمعنى آخر يُشترط على الولي وجوده فقط أم تلاوة الصيغة؟) علماً أن الفتاة مغربية والقنصلية المغربية في فرنسا أكّدت لي أنها ستترجم عقد البلدية إلى العربية مع إضافة مستند يحتوي الصداق وبهذه الطريقة يُصبح العقد شرعي (طالما الشهود مسلمين) من دون الحاجة إلى عقد ديني آخر. ولكن إمام مسجد قال لي هذا حرام وأنه يجب إقامة عقد إسلامي آخر أتمنى توضيح هذه المسألة فإنني بحثت كثيراً ولم أجد جواب لهذه المسألة مع جزيل الشكر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابة:

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، أمَّا بعد:

فعَقْد الزَّواج الصِّحيح هو العقد المستوفي لشروطه الخمسة، وهي:

الأوَّل: تعيين الزوجَيْن.

الثَّاني: رضا الزوجَيْن.

الثَّالث: وجود الوَلِيِّ للمرأة؛ لقول النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "لا نكاح إلا بوليّ"؛ رواه أحمد وأبو داود

الرابع: الشَّهادة عليه؛ لحديث:"لا نكاح إلا بوَلِيٍّ، وشاهِدَيْ عدلٍ"؛ رواه ابن حبَّان والدَّارقطني والبيهقي، من حديث عائشة وابن عبَّاس وابن مسعود – رضي الله عنهم.

الخامس: خلوُّ الزَّوجَيْن من موانع النِّكاح، من نَسَبٍ أو سَبَبٍ: كرضاعة، أو مُصاهَرَة، أو اختلاف دِين، أو أَحَدهما في عِدَّةٍ، أو أحدهما مُحْرِمًا.

أما الصيغة وهي الإيجاب والقبول، فتكون بين ولي المرأة أو وكيل الولي والزوج، فيقول الزوج زوجني ابنتك أو موكلتك، فيقول الولي أو وكيله زوجتك، ويقول الزوج قد قبلت، وتصح بأي صيغة تدل على الزواج، وأما الملقن لصيغة العقد أو المأذون، أو غيره، فلا يشترط وجوده، فوجوده كعدمه، من ثمّ لا يضر عقد الزواج إن كان كافرًا أو كتابيًا أو فاسقا.

وعليه فإذا تَمَّ العَقْدُ مستوفيًا شُرُوطَهُ وأركانَهُ، فالزواج صَّحيحُ، ولا يؤثر فيه كون الملقن كافرًا، ولا تحتاجين لإعادة العقد في المسجد،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 0
  • 1,472

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً