صداقة بفتاة

منذ 2020-01-12
السؤال:

من شهور كانت لي صداقة مع فتاة و كنت احادثها كتابة علي مواقع التواصل و لما نتكلم هاتفا او تسجيلات صوتية(مجرد صداقة) ثم أحببنا بعضنا و لكن نخفي نحن الاثنين ولا نتكلم بكلام يفتن و هكذا و كان يحدث مشكلات و نبتعد و نعود و سارت الصداقة علي هذا الحال و كنت أصلي كل الفروض في اخر صداقتنا و لما اكن بدأت قراءة قرآن قبل صداقتها و بدأت في أثناء الصداقة و لكن كنت أقرأ القليل جدا او لا أقرأ احيانا ،،،،بجانب ما علمته عن حدود التحدث مع المرأة الاجنبية و ما كانت تفتعله من مشاكل فنهيت الصداقة بيننا و شعوري بالنفور من صداقتنا فانتهت صداقتنا،،،،، و كنا نري بعضنا بعضا أحيانا في مكان رئيسي في المدينة يخرج فيه جميع الناس فاراها و تراني ( ليس لقاء عن ترتيب بل لقاء مارة ) ثم بعد فترة اقتربت اكثر من الله و تجنبت الخروج لهذا المكان و طالت فترة تجنبي تصل لشهور ثم بعد شهور شاهدت رسالة منها تسأل ان كان بي اذي او شئ فأجبتها برسالة فقط و قلت لا اذي اني تجنبت هذا المكان فقط و لم ارد إليها سؤالا عن حالها،،،،، انا لا انوي معاودة الصداقة مرة أخري و أريد فقط ان ارد سؤالها عن حالها و اوضح لها ان هناك اشياءا عديدة تغيرت و اني لن استطيع التحدث معها مرة أخري دون قول معروف و لن اراسل مرة اخري لأنها في فترة صعبة عليها اعلمتني بها قبل قطع صداقتنا فماذا ترون

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد أحسنت بقطع علاقتك بتلك الفتاة؛ فالشارع الحكيم حرمة أي علاقة بين الجنسيْن إلا في ظل زواج شرعي؛ ومن ثم قطع الطريق على  كل الأسباب والوسائل التي  تفضي إلى الفساد؛ سدًّا للذريعة، ولهذا حرَّم الاختلاط بالنساء والنظر إليهن، والخلوة بالأجنبية؛ قال الله – تعالى -: {قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30].

ومن أخطر ما في هذه العلاقات أنها برزخ للفاحشة الكبرى؛ فالله - تعالى - فطر الإنسان وخلقه من ذكر وأنثى، وركَّز في كلٍّ منهما غريزة الميل إلى الجنس الآخر، قال – تعالى -: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [الأعراف: 189].

ولذلك؛ كان الأصل عدم جواز اختلاط الرجال الأجانب بالنساء، نظراً لما يترتب على هذا الاختلاط من فتن ومفاسد، ومن ثمَّ حذر النبي من الاقتراب من مواضع الفتن؛ ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستكون فتنٌ؛ القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه؛ فمن وجد ملجأً أو معاذاً فليَعُذْ به"،

وفيهما: عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجال من النساء".

وروى مسلمٌ، عن أبى سعيد الخُدْري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: "فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".

هذا؛ والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 8
  • 0
  • 1,122

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً