بعد التوقف عن الذنب عدت مرة أخرى

منذ 2020-04-10
السؤال:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته انا شاب مسلم عمرى ١٦ عاما ابتلانى الله بالعادة السرية والافلام الاباحيه و انا فى عمر ١٣ توقفت منذ أكثر من ٦ اشهر عن تلك العادة بعد توفيق الله عز وجل لى ومكابده ظلت قبلها سنه حتى وفقنى الله عز وجل لكن عدت إلى تلك العادتين مرة أخرى بعد تلك الفترة ولا حول ولا قوه الا بالله

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فلا شك أن الرجوع عن التوبة دليل على خلل في التوبة؛ لأن الله تعالى جواد كريم شكور، فلا يرد تائب ولا مستغفر، فكل من اجتهد في وتاب توبة صادقة فالله تعالى يقبل توبته، ويغفِر ذنبه، ولعل أشهر الأخطاء التي تسبب الرجوع إلى الذنب هي عدم أخراج الذنب من القلب بالكلية، وعدم الابتعاد عن أسبابه.

غير أن العودة إلى الذنب لا تنفي سرعة الرجوع إلى الله والمبادرة بالتَّوبة والاستغفار حتى وإن عاد ألف مرة، مع شغل النفس بالعبادات والمباحات، وأخذ الوسائل والتدابير من عدم تكرار الذنب، وتأمل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يقول في مجموع الفتاوى (16/ 58):"فالتوبة النصوح هي الخالصة من كل غش وإذا كانت كذلك كائنة فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب فهذه التوبة النصوح وهي واجبة بما أمر الله تعالى؛ ولو تاب العبد ثم عاد إلى الذنب قبل الله توبته الأولى ثم إذا عاد استحق العقوبة فإن تاب تاب الله عليه أيضا. ولا يجوز للمسلم إذا تاب ثم عاد أن يصر؛ بل يتوب ولو عاد في اليوم مائة مرة فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يحب العبد المفتن التواب)، وفي حديث آخر: (لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار)، وفي حديث آخر: (ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم مائة مرة)".

ومن أعظم ما يعينك على الثبات على التوبة المحافظة على الأذكار والدعاء بإخلاص أن يصرف الله عنك تلك العادة المحرمة.  

قال الإمام ابن القيِّم - رحمه الله تعالى - في كتابه "الدَّاءُ والدَّواءُ": "والأدعيةُ والتَّعوُّذاتُ بمنزلة السِّلاح، والسِّلاحُ بضارِبِهِ، لا بِحَدِّهِ فقط. فمتى كان السِّلاحُ سلاحاً تامّاً لا آفةَ به، والسَّاعِدُ سَاعِدٌ قويٌّ، والمانعُ مفقودٌ؛ حَصَلَتْ به النِّكاية في العدوِّ، ومتى تخلَّف واحدٌ من هذه الثلاثة تخلَّف التأثيرُ". اهـ.

هذا؛ والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 14
  • 0
  • 4,116

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً